×
محافظة المنطقة الشرقية

عام / 50 شاباً يجتازون متطلبات الهوايات الكشفي بجدة

صورة الخبر

كل شيء يتغير ويتقدم ويتطور، وهذه سنة الحياة التي وهبها الله، فهناك التطور العلمي الزاهر، والتقدم الطبي الباهر، والنمو الاقتصادي الواضح، والنمو السكاني الجامح، فما كان موجودا وملموسا بالأمس، لا قمر له اليوم ولا شمس، عالم متغير على الدوام، فمثلا تغيب بضعة أشهر عن مدينتك، فتعود وقد تغيرت معظم الأشياء، إن لم يكن كل الأشياء, لا عجب في ذلك ولا غرابة , فكل شيء يتغير ويتقدم ويتطور، إلا شيء وأحد ثابت لا يتغير، بل إنه كالجبل صامد شامخا أمام رياح التغيّر العاتية ، وعواصف التطور الهادرة، وأمواج التقدم الهائجة, إنه نظام الخدمة المدنية، نعم أنظمة الخدمة المدنية وقراراتها ولوائحها صمدت وقاومت عوامل التغير والتغيير , فلم تستطع التقنية الجديدة، ولا نظريات الإدارة الحديثة، ولا آراء المتخصصين السديدة، ولا توصيات المستشارين المفيدة، أن تُغيِّر و تطوِّر، أو تبدِّل و تعدِّل، شيء من تلك الأنظمة الهرمة المسنة, وهذه القرارات واللوائح المقعدة , والتي دون مبالغة لها ما يقرب من نصف قرن تناضل وتقاوم وتحارب أي تغيير أو تطوير,فهاهي تقتل كل طموح، وتؤخر كل تقدم ، وتصدّ كل تميز ، بل إنها قبر كل مبدع. ولكن لكي نكون محقيّن في الطرح، فقد حاولت قبل بضعة سنين أن يكون لها بصمة في إحداث تغيير ملفت للنظر، ليعلم الجميع أنها تتحين الفرص للتطوير , والتقدم ، والتغيير للأفضل, فماذا فعلت ؟, لقد غيّرت البنّية الوظيفية للمجتمع ككل , فحدث تغير لم يطرأ، ولن يطرأ على فكر أكثر الموظفين تفاؤلاً , حتى أولئك الذين شملهم طوفان التغيير، توقف تفكيرهم من هول الصدمة , ولم يعرفوا كيف يتصرفوا أمام ذلك الوضع الجديد عليهم كليا ,فبدلا من أن يتم النظر بعين العدل والمساواة، بل بعين العقل والمنطق، لموظفي الدولة ممن هم على نظام الخدمة المدنية العريق, والذين تجمّدوا على مراتبهم عشرات السنين، دون ترقية، حتى نسجت عليهم العنكبوت خيوطها, فهذا الواقع، وهذا النظام. فالنظام الجديد المبتكر حقق أحلام موظفي البنود، وأنهى آمال موظفي المراتب, بل قتل وبدد حقوقهم , فمن كان على بند أصبح بين عشية وضحاها يشغل مرتبة عالية , وأصبحت مرتبة السائق والمستخدم أفضل من مرتبة رئيسه ومديره, فما العمل ؟, وكيف يتم التعامل في مثل هذه الحالة ؟, وهذا الوضع القائم الغريب وهذا النظام العجيب ؟, فقد تم إحتساب كل ثلاث سنوات لكل مرتبة لموظف البند ويرقى بحسب تلك السنوات مباشرة , والموظف الذي حفر الكرسي على ظهره قصة المناداة، وملحمة المعاناة، في طابور إنتظار الترقية عبر عشرات السنين , هذا قدره, وهذا مصيره . فكيف لموظف يقع تحت هيمنة نظام الخدمة المدنية وشيخوخته أن يطمح في بدل سكن ؟, أو أن يحلم بزيادة في راتبه التقاعدي الذي لا يكفي لتسديد فواتير الخدمات , أو أن يتطلع ويتمنى وجود تأمين صحي له ولعائلته، في مستشفيات جيده , فليس الحل في تغيير الرؤساء والمدراء إنما الحل في تغيير الأنظمة واللوائح بأنظمة حديثة ولوائح جديدة، وقرارات مفيدة , للموظف الذي أفنى عمره وشبابه في خدمة وطنه يا وزارة الخدمة المدنية. Drsaeed1000@hotmail.com Twitter:@drsaeed1000