×
محافظة المنطقة الشرقية

انطلاق فعاليات اليوم العالمي لهشاشة العظام برياض الخبراء

صورة الخبر

غاب أبطال قصتنا عن معرضهم، وملأت سورية أرجاء المكان (صالة كارتون الفنية في دبي). تركوا رحلة التهجير والنزوح المريرة المحفورة في الذاكرة، وكل مشاهد القتل والقصف والدمار والتشريد والتعذيب، وأطلقوا العنان لخيالاتهم وريشاتهم، حالمين بالأمل والغد المشرق لبلاد منكوبة عشقوها وامتزج ترابها بدمائهم وذويهم. صوّر أبطالنا ذكرياتهم وتفاصيل حياتهم في لوحات رائعة حبلى بالمعاني الإنسانية، أسرت رواد المعرض، وأثبتت أن المحن تقوي ولا تكسر. أزهار منازلهم، أشجارهم الباسقة المتشبثة بالأرض، أزقتهم الحية، قراهم ومدنهم، وسحر بحرهم، كانت حاضرة في لوحات طغت على صور الدماء وقصف الطائرات والدبابات والصواريخ رغم وجودها، لتؤكد أن السوري لا يزال قادرا على الحلم بمستقبل الأفضل. ضم المعرض نحو 100 رسم متنوع من رسومات لأطفال مخيم الزعتري الذين تراوحت أعمارهم بين 6 و13 عاماً، إضافة إلى أعمال فنية مميزة لأربعة فنانين سوريين. ووزعت الرسوم واللوحات في قسمين مختلفين، في حين خصص الطابق العلوي من المعرض لمجموعتين من الرسومات خاصة بأطفال مدرستي حسن حسام كامل في معرة النعمان، ومدرسة في قرية كنصفرة بريف إدلب. وتراوحت أعمار هؤلاء الأطفال بين 7 و 10 سنوات. قالت رولا العجة مسؤولة العلاقات العامة في مؤسسة "لأجل سورية" لـ "الحياة": ان الغاية من المعرض الذي اقيم من 13 الى 20 الشهر الحالي، "نسج صلة بين السوريين والعرب في الإمارات وبين أطفال مخيم الزعتري. أردنا وضعهم في صورة أطفالنا الحقيقية وإبداعاتهم رغم عظم المأساة". واضافت أنه "عندما تبنينا فكرة المعرض وعملنا على تطويرها كان هدفنا الأساس أن نتمكن من جلب مؤسسات أو منظمات عالمية فنية أو تعليمية قادرة على تبني هؤلاء الأطفال والفنانين وتقديم الدعم المعنوي الفني والتعليمي المناسب لهم ومواكبة تطورهم وتقديم منح دراسية. وأردنا ايضا توفير ممول لمواد الرسم والقرطاسية التي يحتاجونها شهرياً، ونناقش الآن عرض اللوحات في اسبانيا والولايات المتحدة مع جهات ومنظمات داعمة مختلفة". من جهتها قالت عضو مؤسسة وأحد المسؤولين عن المعرض ديمة الملكة: "أردنا ايجاد حال من التفاعل البنّاء بين السوريين هنا على اختلاف انتماءاتهم وبين لغة المشاعر والعواطف التي عبر من خلالها أطفال الزعتري بريشاتهم عن أحلامهم المستمرة في العودة الى وطنهم، وطموحاتهم المهنية، إذ أبدعوا صوراً ملونة نابضة بالحياة من عوالم ذكرياتهم عن سورية والمناطق التي قدموا منها".