المدير الوحيد الذي لا يحمل "ميزات" المدير، هو "مدير المدرسة".. فمن الظلم أن يطلق عليه "مدير"؛ لأنه بلا صلاحيات، إلا كتابة التقارير والرفع لمكتب التربية والتعليم، أو الإدارة العامة للتربية والتعليم بالمنطقة..! مدير المدرسة ليس من صلاحياته "الحسم" على الموظف الغائب، ولا معاقبة الموظف المهمل، أقصى ما يقدر عليه هو رفع "الغياب"، وتقييم الأداء الوظيفي نهاية السنة، الذي لا يهم إلا من يرغب في النقل إلى منطقة أخرى، فلا علاقة للأداء الوظيفي بالحوافز السنوية التي لا يعرفها المعلم أصلاً، وتدني الأداء الوظيفي لا يحرمه العلاوة السنوية، التي تقف عند سنة محددة من الخدمة..! مدير المدرسة مثله مثل المعلم في كل شيء، إلا أنه يتحمل مسوؤلية أي شيء يحدث في المدرسة حتى لو كان بعد نهاية الدوام، وهو المسؤول الأول عن تقصير أي معلم، والمعني بحل أي مشكلة بين الموظفين أو الطلاب، حتى إنه المعني بفتح أبواب المدرسة صباحاً وإغلاقها ظهراً، وتطبيق التعاميم اليومية التي تمطر بها الوزارة وإداراتها المدارس، وفي النهاية كل ذلك بلا مقابل لا مادي ولا معنوي، إلا أنها تمنح لفظة "مدير" التي لم تعد مطمعاً..! ربما المستفيد الوحيد من "كرسي المدير" هن "بعض" السيدات اللاتي تولين إدارات مدارس، وحولنها بأموالهن إلى أملاك شخصية "يتحكمن" بها أكثر مما يتحكمن ببيوتهن..! قبل أيام، حذرت وزارة التربية والتعليم مديري المدارس من التهاون في متابعة وتشغيل المقاصف المدرسية. وهذه أيضاً ضمن مهام "المدير"، وحين يجمع دخل المقصف يطلب منه منح إدارة التربية والتعليم 10% منه ..! وحكاية المقاصف المدرسية حكاية مؤلمة وطويلة، ولا أظن قيادات وزارة التربية والتعليم تجهلها، لا أغذية صحية ولا أسعار ثابتة ولا تخزين صحي للمواد الغذائية.. ولا مكان للأكل، فالطلاب يتناولون إفطارهم "وقوفاً"..! ما هي خبرة مدير المدرسة الصحية والغذائية ليراقب عمل المقاصف المدرسية..؟ (بين قوسين) بمثل هذه الرؤى، يجب أن يكون مدير المدرسة "جوكر" يكسب في كل مكان، أو يتحول إلى "طرزان" يقفز من فصل إلى دورة مياه، ثم يتلصص على المقصف، ويتفقد المختبرات والمعامل.. ويراقب المعلمين والطلاب.. ويتعامل مع أولياء الأمور..!