لا يزال تدفق اللاجئين إلى أوروبا الفارين بعيدا عن ويلات الحروب والاضطهاد في الشرق الأوسط، يثير أزمة وانقسامات في أوساط القارة المسيحية، وخاصة في ألمانيا حيث تواجه المستشارة أنجيلا ميركل تبعات ترحيبها باللاجئين. في هذا الإطار، تناولت صحف أميركية تداعيات أزمة اللاجئين في ألمانيا، حيث نشرت مجلة فورين بوليسي مقالا للكاتب جان ويرنر ميولر قال فيه إن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل سمحت بتدفق اللاجئين لأوروبا دون التفكير في أبعاد قراراتها على المسيحيين في القارة. وأضاف أنه على عكس ما يتردد دوما في وسائل الإعلام الأميركية، فإن الدين لا يزال يعتبر مؤثرا في أوروبا وفي السياسة الأوروبية بشكل عام. ويستدرك الكاتب أن سياسة ميركل تجاه اللاجئين وجدت صداها في الانتقادات التي تواجهها المستشارة، وذلك بسبب سياساتها المؤثرة على أيديولوجية الديمقراطية المسيحية والتي تعتبر إحدى الأيديولوجيات الرائدة في حكم أوروبا في حقبة ما بعد الحرب. انقسامات وأشار إلى أنه أصبح من الممكن ملاحظة الانقسامات القديمة بين الكاثوليك والبروتستانت، وذلك بعد أن كان الحزب المسيحي الديمقراطي الألماني قد نجح في توحيد مسيحيي البلاد بعد قرون من الصراعات العنيفة. من جانبها، أشارت مجلة نيوزويك الأميركية إلى أن أزمة اللاجئين تزيد من تعميق الانقسامات بين الأحزاب في الحكومة الائتلافية للمستشارة الألمانية. وأضافت أن خلافات شديدة بدأت تظهر بين هذه الأحزاب، وذلك على خلفية سياسة الهجرة ورفض المستشارة حصر عدد اللاجئين الذين يدخلون ألمانيا. وفي السياق ذاته، أشارت صحيفة واشنطن بوست إلى أن ألمانيا تواجه تحديا غير مسبوق، وذلك بعد أن تسببت سياسة الباب المفتوح التي اتبعتها ميركل في جعل البلاد جاذبة للفارين من الحرب في الشرق الأوسط. وأضافت الصحيفة أن ألمانيا تعتمد على العودة الطوعية للاجئين إلى بلادهم، وذلك بعد أن عمد العديد منهم إلى تمزيق جوازات سفرهم، الأمر الذي يجعل إعادتهم إلى بلدانهم الأصلية أكثر صعوبة.