صراحة متابعات : تفاءل خبراء الأسهم بواقع السوق خلال الأسبوع الحالي، بعد أن شهدت أسواق الخليج عموما والسوق السعودي بصورة خاصة انخفاضا لم تمر به منذ عام 2008. وقالوا: إن أداء السوق سيتحسن خلال الأسبوع الحالي وفقا للبيانات المالية الاقتصادية، مرجعين الخسائر التي لحقت بالسوق الأسبوع الماضي إلى المؤثرات التي استجاب لها المتداولون الأفراد ممن يغلب عليهم طابع المضاربة بالبيع السريع، تخوفا من تكرار مأساة سوق الأسهم في وقت سابق. وأوضح عضو جمعية الاقتصاد السعودي عبدالإله مؤمنة أن حركة مؤشر الأسهم خلال الأسبوع المقبل قد تشهد نوعا من التحسن وفقا للبيانات المالية الاقتصادية، قائلا ستنخفض المؤثرات الخارجية الاقتصادية أيضا، وهذا يؤدي إلى حدوث الاستجابة بصورة ليست بذات الدرجة التي شهدها السوق خلال الأسبوع الماضي. وأرجع الخسائر الكبيرة في سوق الأسهم خلال الأسبوع الماضي إلى انخفاض أغلب البورصات العالمية، والمخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي وانخفاض سعر النفط، ما أدى إلى استجابة السوق مع هذه المؤثرات بصورة كبيرة، بالإضافة إلى الاكتتابات المقبلة التي تؤثر على ثقة وتخوف المستثمر من عملية الانخفاض الكبير للمؤشر، قائلا قوة وسرعة الهبوط أحدث ارتباكا في سوق الأسهم. وبين أن سوق الأسهم حساس جدا، ويستجيب للمؤثرات بصورة كبيرة، كما أن المتغيرات فيه سريعة، لذا على المستثمر أن يكون ذا نظرة متوسطة أو طويلة الأجل، خاصة أن السوق أوجد محفزات قد تكون أقوى من المؤثرات قصيرة الأجل، لافتا إلى أن ما يمر السوق به لا يمكن وصفه بالمؤشرات السلبية أو السيئة التي يمكن أن يتشاءم منها كنظرة مستقبلية لسوق الأسهم، لأن الواقع الاستثماري أو الاقتصادي الوطني للمستثمرين متوسطي وطويل الأجل يبعث على محفزات جيدة. وأشار إلى أن إشكالية الأسبوع الماضي كانت بسبب أن أغلب المتداولين الذين دخلوا خلال هذه الفترة يغلب عليهم طابع المضاربة، فباعوا أوراقهم سريعا في وقت تزامن مع ورود الأخبار السلبية، ما أحدث انخفاضا كبيرا في المؤشر. وبين أن سوق الأسهم بحاجة إلى مستثمر طويل الأجل، خاصة أن السوق تغلب عليه المحفزات الإيجابية القوية منذ بداية العام بسبب دعم الاقتصاد، ودخول المستثمر الأجنبي، أما المؤثرات القصيرة التي تحدث بين فترة وأخرى والأزمات كالأوكرانية، أو الاقتصادية في الصين والدول الناشئة وغيرها، فلها تأثيرها الذي ظهر في سرعة الاستجابة على سوق الأسهم بسبب أن غالبية من دخل السوق من الأفراد وهم يتخوفون من تكرار المأساة السابقة. وعن مدى استجابة سوق الأسهم للنتائج المالية التي تعلنها الشركات والبنوك للربع الثالث من العام، قال: إن القراءة المبدئية لتلك النتائج كانت إيجابية للقطاعات الرئيسية كالمصرفيات، إذ يتوقع نمو أرباح هذه القطاعات. من جهته أكد أستاذ المحاسبة في جامعة الطائف الدكتور سالم باعجاجة أن أسواق الأسهم الخليجية بصفة عامة والسوق السعودي خاصة شهدت انخفاضا حادا في أول افتتاح بعد إجازة عيد الأضحى، لم تشهده منذ عام 2008م وسط تراجعات لجميع القطاعات، إذ تراجع سوق دبي بنسبة 6.54% وأبو ظبي بنسبة 3.5% وسوق قطر بنسبة 3% والسوق السعودي بنسبة 6.51% وأقلها تراجعا سوق البحرين بنسبة 0.34%. وعزا باعجاجة انخفاض سوق الأسهم لأسباب منها صندوق النقد الدولي الذي توقع انخفاضا في نسبة نمو الاقتصاد العالمي، إضافة إلى انخفاض أسعار البترول في الأسواق العالمية، حيث لم يشهد البترول هذا الانخفاض منذ 4 أعوام، بالإضافة إلى العوامل الجوسياسية التي تشهدها المنطقة خلال الفترة الحالية. وقال: إن المتداولين الأفراد يتحملون جزءا كبيرا من مسؤولية خسائر الأيام الأخيرة، نظير تدافعهم إلى بيع أسهمهم بشكل عشوائي للتخلص منها، بسبب حالة القلق النفسي والتوجس لمجرد استشعارهم للخطر. وأوضح أن بعض وسائل الإعلام لعبت دورا في هذه الخسائر، بسبب مساهمتها في إحداث القلق والتوتر في نفوس المتداولين نحو سوق الأسهم. ودعا باعجاجة إلى تريث المتداولين المضاربين والمستثمرين في السوق من عمليات البيع المكثفة عند هبوط السوق، لئلا يتكبدوا الخسائر الفادحة، خاصة وأن هناك محفزات قادمة للسوق. يشار إلى أن مؤشر سوق الأسهم بدأ هبوطا حادا يوم الأحد الماضي، وصل من خلاله إلى مستوى 10145.38 نقطة، ثم ارتفع قليلا في يوم الاثنين إلى 10377.94 نقطة، بعدها بدأ سلسلة من التراجعات المتتالية ليهبط يوم الثلاثاء إلى 10177.11 نقطة، وفي يوم الأربعاء تخلى عن مستوى10 آلاف نقطة ليقف عند 9903 نقطة، قبل أن يعزز مساره الهبوطي في آخر أيام تداول الأسبوع ليستقر المؤشر عند مستوى9547.54 نقطة يوم الخميس. ( عكاظ )