ثمة مخاتلات يطرحها بعض الإعلام الغربي للتشويش على الأحداث التي تجري في السعودية. من السهل أن تصف أسامة بن لادن بأنه معارض سياسي سني، لكنه في نهاية المطاف سيكون وصفا مضحكا؛ لأن بن لادن إرهابي بامتياز قتل ثلاثة آلاف أمريكي في عملية واحدة في 11 سبتمبر 2001، كما أن من المضحك وصف حكمٍ صادرٍ بحق شخصٍ شيعي حرض على رجال الأمن وقاد عمليات ميدانية وجموعا هادرة بأنه معارض سياسي، ذلك أن المعارضة لها مفهومها الخاص. كيف يكون معارضا وهو يؤسس لأعمال عنف، ولا يعترف بالحكم القائم، ولا ينتمي إلى النسيج المجتمعي؟! المعارضة السياسية لا تكون بالعنف، ولا تكون بالانخلاع من الانتماء لأي مؤسسة من مؤسسات الدولة، بل حينها يغدو الإنسان إرهابيا منشقا. مشكلة الكثير من المجاميع الحقوقية والصيغ الخبرية الغربية أنها تدندن دائما حول الريبة من الأحكام التي تصدر، بينما القضاء الذي يحكم على فلان بالإعدام، هو الذي يبرئ ابن مدينته فلان الآخر، فالقصة ليست طائفية أو جنائية، وقد تعبنا فعلا من التأكيد على هذه البدهيات ونضطر لأن نعود للحديث عنها مجددا مع كل حدث يحصل في الشرقية السعودية، أو ما يشبه الذي حدث في جنوب السعودية قبل عقد ونصف تقريبا. الإرهاب ملة واحدة، ومستحل الدماء ــ أيا كانت طائفته ــ فهو عرضة للقضاء والملاحقة، لا فرق بين فارس آل شويل السني، ولا نمر النمر الشيعي، القصة واحدة والتركيبة واحدة، فلا معنى للتمييز بين الناس ولا بين إرهابي وآخر، والإعلام المتواطئ مع بعض المجاميع الحقوقية التي تدافع عن الإرهابيين لفرط الحماسة والنشاط ليس كل ما تقوله صحيحا، ولا حتى الصحف الأمريكية أو البريطانية، فهي ليست مقدسة ولا معصومة. من استحل حرمة المكان والإنسان، فالحكم للقضاء حفاظا على كينونة البلاد وبنية مؤسساتها. نقلا عن عكاظ