لم تتوقف المدرجات الشعبية الرياضية عن تشويه الفنون، كما أشرنا في مقالتنا: (يا زمزم مويتك (مو) عنبر)، إلا لتفسد علينا ديننا؛ باستنفار إدارة نادي الهلال جماهيرها للقنوت، والصدقة؛ لتحقيق العالمية! فالله تعالى يقول: وابتغِ فيما آتاك الله الدارَ الآخرةَ ولا تنسَ نصيبَك من الدنيا وإدارة الهلال تدعو إلى العكس تماماً: أن تبتغي فيما آتاك الله الدنيا، ولا تنس نصيبك من الدين!! وتكرِّس الفهم المغلوط للدعاء؛ فسيد عباد الله تعالى، صلى الله عليه وسلم، يقول: الدعاء هو العبادة، (وليس مُخَّ العبادة في الرواية غير الصحيحة)، وإدارة الهلال تقلب المعادلة فتجعل العبادة هي الدعاء! كما يحصره فهمنا التاريخي الخاطئ في مجرد الطلب من الله! وطلب ماذا؟ ثواب الآخرة والجنة؟ بل طلب شيءٍ تافهٍ بإمكان البشر تحقيقه؛ كالفوز على (أطزج) فرق حواري آسيا، (ويسترن سيدني وانديريرز) الأسترالي؛ المؤسس عام (2012)، وحقق في موسمين فقط ما أنجزه الأهلي السعودي في تاريخه!! لقد تحدثنا مراراتٍ مفرتكةً عديدة عن ثقافة الدعاء المعكوسة عندنا، كان آخرها مقالة بعنوان: (لماذا لا تستجاب دعواتنا)؟ فمنذ (60) عاماً من النكبات، والنكسات، والتدمير وإعادة التعمير، ونحن نبتهل ونقنت صادقين: أن يرمي الله إسرائيل في البحر نيابة عنا، ومع هذا لم تزدد إلا قوةً وتمكيناً! لأن لسان حالنا ما زال يقول ما قاله بنو إسرائيل لنبيهم من قبل: اذهب أنت وربَّك فقاتلا إنَّا هاهنا قاعدون! ولم ننفذ أمره تعالى وأعدُّوا لهم ما استطعتم من قوة كما نفذته ألمانيا واليابان بعد الحرب العالمية الثانية، فليس شرطاً أن تكون القوة عسكرية مدمرة، وبأيدينا أن نعد قوة اقتصاديةً معمِّرة!! لو فهمنا معنى (الدعاء هو العبادة) لانشغلنا بما طلبه الله منا، وتركنا له تعالى ما تكفل به: وما خلقت الجنَّ والإنس إلا ليعبدون، ما أريد منهم من رزقٍ وما أريد أن يطعمون، إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين! ولكننا على العكس تماماً: انشغلنا بما تكفل به سبحانه، عمَّا أراده من خلقنا، في دنيا لا تساوي عنده جناح بعوضة، فكيف بفوز الهلال ببطولة؟! ضعُف الطالب والمطلوب!! نقلا عن مكة