رفض أستاذ اللغة والأدب في جامعة طيبة بالمدينة المنورة الدكتور مختار الغوث ما ذهب إليه عدد من مؤرخي الأدب العربي الحديث الذين نسبوا تجديد وإحياء الأدب العربي للشعراء المصريين، مؤكدًا أن نهضة الأدب العربي الحديث بدأت من بلاد شنقيط وسبقت الشعراء المصريين بنحو عقدين من ظهور الشعراء المجددين في مصر. جاء ذلك في الندوة التي نظمها نادي المدينة المنورة الأدبي قبل يومين بعنوان: «أدب شنقيط.. تصنيفاته وتجلياته» وشارك فيها كل من: الدكتور مختار الغوث، والدكتورة مباركة بنت البراء أستاذة الأدب، والشاعر الموريتاني حسن مهدي، والشاعر والقاص الموريتاني البكاي أحمد، وأدارها محمد الشريف. وأضاف الغوث قائلا: «أجمع مؤرخو الأدب الموريتاني على رد أقوال من نسب تجديد وإحياء الأدب العربي لغير شعراء شنقيط»، مبيننًا أن اللبس الذي وقع به هؤلاء المؤرخون أنهم اعتبروا أن الأدب العربي الحديث تجدّد على يد محمود سامي البارودي وأحمد شوقي ومن عاصره بتلك الحقبة متجاهلين أثر بلد المليون شاعر (موريتانيا) في حماية الأدب والحفاظ على قوته معتمدين على محاكاة العصرين الجاهلي والأموي، وطالب المؤرخين رد الفضل لأهله ولأدباء شنقيط القدماء ما يستحقون بمزيد من الاستقصاء والبحث. ومن جانبها، كشفت الدكتورة مباركة بنت البراء من خلال قراءة عدد من النصوص الشعرية في ورقتها التي خصّصتها بأساليب أدب المرأة الشنقيطية (الحسانية) التي استطاعت أن تتحايل من خلال فن «التبراع» على الرقيب بطرح أجمل وأعمق النصوص الغزلية، وقالت أثناء استعراضها لعدد من نصوص الشعر العاطفي وتفسيره للحضور: «استطاعت المرأة الموريتانية أن تبوح بما يختلج في نفسها بشكل يبرز التمرد الجريء على سلطة الرقيب بأبيات تعبير خاصة فتعمد تارة لبتر كلمة من النص الشعري وتلجأ أخرى للرموز وثالثة لإدخال كلمات من اللغة الفرنسية واللغات الأجنبية الأخرى للهروب من النقد المجتمعي»، مضيفة: «إن المرأة الموريتانية برعت في نظم شعر الغزل إذ وجدن ضالتهن في رمزية الشعر وغموضه للبوح بمشاعر الحب والعشق».