•• أظن أن الكثير من المشاهد الراهنة على الساحة العربية قد كشفت لنا.. حقيقة المسرحية «التراجيدية» التي أطلق عليها مسمى «الربيع العربي» وذهبت ضحيتها بعض البلدان العربية.. حيث تحولت الأحلام والتطلعات إلى فوضى عارمة.. وحروب فئوية مخيفة.. وسقوط مريع لهيبة الدولة فيها.. مع غياب تام للبدائل القادرة على إعادة ترتيب الأوضاع.. وتجنب سلبيات التغيير «الدراماتيكي» الذي حدث دون سابق إعداد.. ودون أهداف واضحة ومحددة.. ودون بوصلة تسير على هديها الشعوب .. •• صحيح أن حركة التغيير التي وقعت قد خلصتنا - في بعض جوانبها - من معتوه كالقذافي.. لكن الأكثر صحة هو أن الوضع في ليبيا الآن (مثلا) بحاجة إلى تكتل قوى الإصلاح وعقول الكبار الراجحة للعبور بالبلاد من المرحلة الحالية غير المريحة إلى مرحلة أكثر أمنا وسلامة لمساعدة البلد الشقيق على النهوض وتحقيق أهداف التغيير وتعود بالخير على الشعب وتجنبه كل أشكال الصراع وتصادم المصالح والأهواء.. •• ونفس الحال نتمناه أيضا للبلدان الأخرى.. تونس.. ومصر.. واليمن.. وسوريا.. والعراق.. وفي مناطق أخرى.. بكل تأكيد.. •• ذلك هو الأمل.. وإلا فإن حالة الفوضى والتناحر والتقاتل الراهنة وسعي ذوي النفوذ والأيدلوجيات للسيطرة على مقدرات الأمور سوف تقود إلى الأسوأ.. ولا تجعل للتغيير أي معنى.. وإن كشفت لنا أن الأصابع التي كانت وراء تلك الموجة يهمها أن تذهب الأمور إلى ما هو أخطر.. وليس إلى الاستقرار الذي تنشده الشعوب حتى تلتفت إلى إعادة بناء نفسها من جديد والتمتع بخيرات أوطانها على نحو أفضل.. •• وبكل تأكيد فإن حالة الإحباط التي تعيشها الشعوب الآن إن لم أقل الصدمة.. تكاد توصلها إلى حد الشلل الذهني ولاسيما بعد أن اكتشفت أن المؤامرة أكبر من أن تجعلها تحلم.. وأن هذه الشعوب يراد لها أن تتحول إلى وقود مستعر لإحراق المزيد من الأوطان المستقرة.. وذلك ما لا يجب السماح به على الإطلاق. ضمير مستتر: •• [ليست الشعوب النابهة من الغباء حتى تتحول إلى أدوات بأيدي الأعداء.]