×
محافظة الرياض

غسيل الكلى البريتوني

صورة الخبر

واشنطن: «الشرق الأوسط» وصل الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، وحيدا إلى حفل العشاء الذي أقيم على شرفه بالبيت الأبيض، حيث استقبله الرئيس باراك أوباما وزوجته السيدة الأولى ميشيل. وبعد توقف عند المدخل الشمالي للبيت الأبيض، توجه هولاند والرئيس الأميركي وزوجته إلى قاعات البيت الأبيض، قبل «عشاء دولة» حضره نحو 350 شخصا تحت خيمة واسعة نصبت في الحدائق. وتحولت الخيمة المدفأة بالحديقة الجنوبية للبيت الأبيض إلى قاعة احتفالات مستوحاة من لوحات مونيه لاستقبال الضيف الفرنسي، مساء أول من أمس الثلاثاء، في إطار زيارة دولة يقوم بها لواشنطن. وفي كلمة مقتضبة، نقل أوباما قولا عن المفكر السياسي والمؤرخ الفرنسي إليكسي دي توكفيل (1805 - 1859) الذي تحدث بمزاح عن الأشياء الكثيرة التي يبدو الأميركيون «قادرين على حشو معدتهم بها». وأضاف أن «بعض الأمور لا تتغير»، مذكرا بتجربة ضيفه الفرنسي مع الوجبات الأميركية السريعة خلال دراسته. وتابع أوباما أن الأميركيين يحبون كل ما هو فرنسي «الأفلام والطعام»، موضحا أنه «قبل كل شيء نحب أصدقاءنا الفرنسيين، لأنهم بقوا في صفنا من أجل حريتنا خلال مائتي عام». وتضمنت قائمة الطعام خضارا من بستان ميشيل أوباما و«كافيار أميركي» وعصائر من فرجينيا وكاليفورنيا. وهذا هو سابع حفل استقبال من نوعه يستضيفه أوباما وزوجته ميشيل منذ إقامتهما بالبيت الأبيض عام 2009. وقالت السيدة الأميركية الأولى ميشيل أوباما من جهتها: «إن الرئيس (باراك أوباما) وأنا شخصيا سعيدان بتنظيم عشاء دولة لفرنسا هنا في البيت الأبيض»، ورحبت بالرئيس الفرنسي باللغة الفرنسية مع لكنة أميركية. ورد هولاند بتأكيد أن فرنسا والولايات المتحدة «تتقاسمان القيم العالمية نفسها وكذلك المشاعر المتبادلة نفسها». وتابع الرئيس الفرنسي مازحا: «تحبون فرنسا، ولكن لا تقولون ذلك لأنكم، أنتم الأميركيين، خجولون (...)، لكننا نحب الولايات المتحدة، والعلاقات بيننا وصلت إلى درجة استثنائية من التقارب والثقة». وجلس إلى مائدتهما وجوه في المجتمع المدني، وجلس هولاند بين أوباما وزوجته، بينما شغلت تيلما غولدن مديرة متحف الفن المعاصر في هارلم المقعد الآخر بجانب أوباما، الذي يخصص في بعض الأحيان لزوجة الرئيس الضيف. الرئيس الفرنسي الذي انفصل عن شريكة حياته فاليري تريرفيلر أواخر يناير (كانون الثاني) يزور الولايات المتحدة أعزب. وأحيت المغنية ماري جي بلايج الحفل ببعض أغانيها خلال تناول الضيوف الحلوى. وكان من بين المشاهير المدعوين الممثل برادلي كوبر والممثلة جوليا لويس دريفوس والكوميديان ستيفن كولبرت. ودعي إلى العشاء عدد كبير من السياسيين الأميركيين، بينهم نائب الرئيس جو بايدن ووزير الخارجية جون كيري، والفرنسيين مثل الوزراء فلور بيليران وأرنو مومنتيبور وبيار موسكوفيسي ولوران فابيوس. ويسعى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى شد أواصر العلاقات السياسية والاقتصادية مع الحليف الأميركي. وأكد الرئيس الفرنسي الاثنين، بعيد وصوله إلى الولايات المتحدة، أن فرنسا والولايات المتحدة سيظلان «صديقين دوما»، وقال: «حلفاء، هكذا كنا في عصر جيفرسون ولافاييت، وهكذا نحن اليوم. أصدقاء كنا في عصر جيفرسون ولافاييت، وأصدقاء نحن اليوم وسنبقى كذلك دوما». وفرنسوا هولاند هو أول رئيس فرنسي يستقبل بواشنطن في زيارة دولة منذ جاك شيراك في 1996. من جهته، عد الرئيس الأميركي مزرعة مونتيسيلو (فرجينيا، شرق) التي شيدها جيفرسون «ترمز إلى الصداقة بين فرنسا والولايات المتحدة»، مذكرا بأن ثالث رئيس للولايات المتحدة «كان محبا جدا لفرنسا». وفي مستهل زيارته، اصطحب الرئيس الأميركي باراك أوباما نظيره في جولة على مزرعة توماس جيفرسون، ثالث الرؤساء الأميركيين الذي عرف بحبه الشديد لفرنسا، وكان شاهدا على الثورة الفرنسية وفاعلا ناشطا من أجل استقلال الولايات المتحدة. وقد عبر الرئيسان مسافة المائتي كيلومتر الفاصلة بين الموقع التاريخي وواشنطن على متن طائرة «إير فورس وان». وقال هولاند في كلمة مقتضبة أمام الصحافيين: «أريد أن أؤكد أن هذه العلاقة التي تجمعنا من خلال مسيرة جيفرسون باقية لأنها تمثل قيما ومبادئ: الحرية، الكرامة الإنسانية، الحق، هذه القيم التي نواصل نشرها في العالم». وسيضع الرئيس الفرنسي لمسة تاريخية لهذه الزيارة بمنحه وسام جوقة الشرف إلى أحد الجنود المجهولين الذين دفنوا في المقبرة الوطنية في إرلينغتون وكذلك منح أوسمة لستة محاربين قدامى قاتلوا في الحرب العالمية الثانية في فورت ماير.