تفاعل المغردون المسلمون مع دفاع الممثل الأمريكي الخلوق، بين أفليك عن الإسلام، وذلك أثناء ظهوره في برنامج بيل ماهر، جنباً إلى جنب مع سام هاريس، الذي تحدث فيه ماهر وهاريس بكل سطحية وجهل عن قضية عميقة تتعلق بالمسلمين اليوم، الذين على ما يبدو أصبحوا عالة على العالم، خصوصاً بعد ظهور داعش، وتعاطف الكثر من المسلمين معه، وكان حديث السيد هاريس عن أن المشكلة تتعلق بالإسلام كأيدولوجية هو الذي استفز الممثل افليك، الذي دافع بضراوة عن الغالبية العظمى من المسلمين، وأكد بأنه لا يجب تعميم سلوكيات الجماعات الإرهابية على عموم المسلمين، الذين يتجاوز عددهم المليار ونصف. يصح القول إن ماهر، وهاريس تجاوزا كثيرا في نقد الإسلام، والمسلمين، كما أن الممثل بين أفليك «المسيحي» دافع عن الإسلام من منطلقاته الليبرالية، فهو من أشهر الليبراليين في هوليوود، واللافت أن أكثر من أشاد بالممثل أفليك هم الحزبيون، مع أنهم هم الذين غرروا بالعوام، وربطوا الليبرالية بتحرر المرأة، والدعارة، والخمور!!، وذلك خلال سيطرة الصحوة على مفاصل المجتمع، فالليبرالية بمفهومها الحقيقي ليست شراً مطلقاً، فلو لم يكن الممثل بين افليك ليبرالياً حقيقياً لما دافع عن الإسلام، فالليبرالي الحقيقي يدافع عن حق كل أحد، وحريته في ممارسة طقوسه الدينية، دون مضايقة من أحد. المفكر الأمريكي فريد زكريا دخل على خط النقاش حول هذه الحلقة المثيرة، وذلك في برنامجه التلفزيوني، على قناة سي ان ان، وقد انتقد هاريس وماهر، واتهمهم بأنهم يبحثون عن الإثارة الإعلامية على حساب الحقيقة، ثم قال زكريا إن المشكلة ليست في الإسلام، الذي استطاع التعايش مع كل الأديان الأخرى على مدى قرون، بل إن الإسلام -يضيف زكريا- كان أكثر تسامحاً من المسيحية في وقت من الأوقات، ثم رمى زكريا قنبلته، وهي أن المشكلة في مسلمي اليوم، فالعالم العربي، الذي كان يعيش فيه، فيما مضى، عدد كبير من الجاليات اليهودية بسلام ووئام مع المسلمين، كما في العراق، ومصر، واليمن، وغيرها، تحول منذ نصف قرن إلى عالم يطغى عليه التشدد، ويتعاطف كثير من أفراده مع التنظيمات المتطرفة، والإرهابية، ثم طرح زكريا عدة أسئلة: «كم عدد التظاهرات التي قامت في العالم العربي ضد داعش، وكم عدد الفعاليات التي أقيمت في العالم العربي للتحذير من فكر داعش، وما هي الخطوات التي تم اتخاذها لكبح الفكر المتطرف في العالم العربي؟!»، ومع أننا قد نتفق، ونختلف مع فريد زكريا، إلا أنني أرى أن الإجابة على الأسئلة التي طرحها أمر في غاية الأهمية، وقد يساهم في حل معظم مشاكلنا مع التطرف!