قد لا يكون من الصعوبة بمكان أن يتم إدخال مصطلح «الممانعة والمقاومة» في كتاب غينيس العالمي للأرقام القياسية تحت عنوان «أكبر كذبة في التاريخ». من فضيحة إيران غيت وصفقة الأسلحة الإيرانية الإسرائيلية في العام 1981 وصولا إلى تصريحات رامي مخلوف قريب بشار الأسد وشريكه الاقتصادي مع بداية الثورة السورية عندما قال إن سقوط النظام سيضر بأمن إسرائيل، وصولا إلى تصريحات مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية حسين عبداللهيان، حيث قال: «إن سقوط نظام بشار الأسد على يد تنظيم «داعش» من شأنه أن يقضي على أمن إسرائيل». أي وبتعبير أدق أن اللهيان يقول إن أمن إسرائيل مصان برعاية إيرانية أسدية. على خلفية كل ذلك ترسم الممانعة والمقاومة أبهى صورها الواقعية لكذبة كبيرة باسمها سجن الآلاف والمئات وقتل مثلهم وأصيب ضعفهم وهجر أضعافهم من أقبية الضاحية الجنوبية لبيروت في أحداث 7 مايو 2008، إلى النساء المعتقلات في سجن أبو غريب العراقي، وعودة إلى معتقلات النظام الأسدي وتحديدا معتقل فلسطين التابع للاستخبارات الجوية، حتى يكاد المرء يصرخ «كم ارتكب باسمك من معاص يا فلسطين». محور الممانعة يستند في جوهر استراتيجيته على الكذب واختلاق الاشاعات لتبرير أو تمرير مؤامراته وقراراته، من ذاك الانتحاري المزعوم «أبو عدس» في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري عام 2005 وصولا إلى تصنيع وتفريخ المنظمات الإرهابية الوهمية في لبنان وآخرها لواء أحرار السنة الذي شرع بإطلاق التهديدات بحق المسيحيين في لبنان، فإذا بمحرك هذا اللواء المزعوم على الإنترنت عنصر من كوادر حزب الله، وصولا اليوم إلى اتهام الآخرين بمنع انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان فيما الآخرون حضروا إلى كل الجلسات البرلمانية وأعلنوا مرشحهم ثم أعلنوا استعدادهم لسحبه والتوافق على اسم محايد، وهم أي محور الممانعة قاطعوا الجلسات كلها ورفضوا التوافق لا بل قاموا بتحوير التوافق ففسروه أنه القبول بمرشحهم وفقط مرشحهم. محور الممانعة والمقاومة هو محور الكذب والفتنة والشواهد كثيرة. فالمشروع الطائفي المذهبي لا ينتج غير الفتنة ولا يعرف إلا الكذب، فالأقنعة سقطت من لبنان إلى اليمن وسوريا والعراق وفلسطين والوجوه الصفر لم تعد تخدع أحدا وأكاذيبها باتت نكتة الصغار قبل الكبار في المجتمعات العربية والناس باتت مقتنعة أن النصر صبر ساعة وهذه الساعة قاربت النهاية.