×
محافظة المنطقة الشرقية

اقتصادي/ اتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي يوقع اتفاقية مشروع " نبع الخبراء "

صورة الخبر

يتعرّض العالم بين الفينة والفينة إلى آفاتٍ مهلكةٍ، إذا تُركت في الأرض تسرح وتمرح، كبُرت ونمت وتعاظم خطرها، فتغدو همًّا تعاني منه البشرية، وتخسر بسببه الأرواح والممتلكات، وتحضرني الآن صورٌ لآفاتٍ مختلفة (حشرية، وكوارث طبيعية، ومآسٍ إنسانية) يدرك الجميع ضررها، ويعلم الجميع أنها قادرة على إتلاف الزرع والضرع، والقضاء على الأخضر واليابس، لهذا تُكثف الجهود وتنشط حركة المكافحة، حتى تسلم الأرواح وتُضمد الجراح، ويعم الأمن ويزدهر الاقتصاد القومي، نظرًا لسلامة الأجواء، ولا تقف مثل هذه المعضلات وحدها أمام السلام العالمي، فغيرها كثير، لذا أوردتُ ما سبق كمثالٍ لآفاتٍ أخرى، قد تكون أشد ضررًا، وأعظم خطرًا، وأردتُ أن يكون ذلك المثال مدخلاً لآفة الإرهاب الذي تميّز بها هذا العصر، وما زالت تواصل رسالتها الإجرامية عبر مخططها اللاإنساني، وراحت تنفث سمومها في كثيرٍ من بقاع المعمورة، وهي الآفة الأسوأ حيث يشن الإرهابيون هجومهم البربري رافعين شعار التكفير لكل من يخالفهم الرأي، ومتوعدين بالتنكيل والتدمير لكل جهة لا تنصاع، بينما تعرض أفكارها الضالة على الشباب فتلتهم ضعافهم، وتقنعهم باتباع المخطط الإجرامي لتنظيم القاعدة السيئ السمعة، والذي تمخض فولد فئرانًا، نمت هي الأخرى فأصبحت وحوشًا كاسرة، تخيف العزل الآمنين، ولا تخيف قدرات المتضررين، وإمكانات العالم العسكرية، وهنا يتبادر إلى الأذهان سؤالٌ حائرٌ وهو: هل قصر هؤلاء المتضررون في محاربة القاعدة؟ فمن المؤكد أن الإجابة تأتي بالنفي، ولكن المكافحة جاءت متأخّرة، بمعنى أن القاعدة تُركت حتى باضت وأفرخت تلك الحركات البغيضة، التي ظلت تعبث بأمن كثيرٍ من دول العالم، وظلت تعيث في الأرض فسادًا، وهي تدّعي الانتماء لخيرٍ أمةٍ أُخرجت للناس، وأنها تدين بالإسلام، دين الرحمة والسلام، والإسلام بريءٌ ممّا يدّعون، فهنالك جيلٌ عاصر ميلاد القاعدة، وشاهد أولادها، ونخشى أن ترى الأجيال القادمة أحفادها، لمواصلة مسيرة الدمار والتخريب، فبئس الرأي رأيهم، وبئس النهج نهجهم، ويبقى الأمر المحيّر انحراف أعداد من الشباب المغرر بهم، وجرّهم لذلك المستنقع الآسن، فهذه الآفات الجديدة وليدة القاعدة، فكلّما تأخر استئصالها ولدت هي الأخرى ما هو أضل وأنكى، كما هو الحال في هذا الزمان، وبهذا الفهم لا يصلح التماطل والتردد، بل يجب التكاتف وتضافر الجهود لاقتلاعها من جذورها، قبل أن تقع الفأس على الرأس، فالفأس الآن ليست بعيدةً عن الرأس، وهي الآن بأيدي قوى الإرهاب من مواليد القاعدة، فإمّا أن تُبتر تلك الأيدي الآثمة والملطّخة بدماء الأبرياء، وإمّا أن نتوقع ما لا تُحمد عقباه، فها هي داعش تتمدد كيفما شاءت، وجيش النصرة يصول ويجول، والحوثيون يعبثون بأمن اليمن الشقيق، ويواصل الإرهاب همجيته في ليبيا، بينما يرفع المتمردون الإسلاميون في شباب حركة الصومال لواء القاعدة، فضلاً عن حركاتٍ قد تغريها سلبية العالم فتظهر مجددًا لتزيد الأوجاع وتعمق الجراح أكثر، وقد يصعب احتواؤها فتمضي بالكون من السيئ إلى الأسوأ لا سمح الله. هكذا تزهق الأرواح البريئة، وتذرو الرياح أمن الآمنين، ويتمادى الإرهاب في غيّه وممارسة هوايته بطشًا وتنكيلاً وتقتيلاً، بينما تمضي دولة الخلافة الإسلامية لهدفها، وتتبنى حلم تنظيم القاعدة لتأسيس تلك الدولة، فالذي يدعو للخوف والإشفاق من وقوع الكارثة أن الداعشيين أصحاب الفكر الأضل يتبعون إستراتيجية عسكرية، معتمدين في تطبيقها على الدليل الذي أعدّه تنظيم القاعدة، فما هي إستراتيجية العالم لمحاربة داعش؟ الله أعلم. فإننا لم نسمع حتى الآن بإستراتيجيةٍ واضحةِ المعالم لهزيمة الإرهاب البغيض. sbt@altayar.info للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (73) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain