تركي الدخيل منذ أن تأسس مجلس التعاون الخليجي قبل ثلاثة عقود والخلافات بين الدول الست تحل داخل إطار المجلس. البيت الواحد لم تخرج خلافاته علنا إلا مع ممارسات قطر. الخلافات السعودية القطرية، ومن ثم البحرينية القطرية، وصولا إلى الإماراتية القطرية جعلت الصبر ينفد. نقض للاتفاقيات، واستهتار بالسيادة، ودعم للانفصاليين، وعشرات الممارسات الأخرى التي استفزت الدول. من على منبر «الجزيرة»، يطلق الضيوف التهم ضد مؤسس السعودية الراحل الملك عبدالعزيز، ومن جامع عمر بن الخطاب يهاجم القرضاوي قادة الإمارات، ومن الدسائس التي تنصب تؤثر قطر سلبا على أمن البحرين. الأمير الوسيط ــ شفاه الله ــ الشيخ صباح أمير الكويت دائما يتدخل لرأب الصدع، لكن الاتفاق سرعان ما يهدر، يبدو أن هناك «عقدة قطرية». من حق قطر أن تقيم علاقات مع روسيا وإسرائيل وأمريكا، أن تستقبل القواعد الأمريكية، لكن ليس من حقها أبدا انتهاك سيادة أي بلد، سواء كان تمبكتو أو موزمبيق، أو بلدان ذات اقتصاد ومحور ضخم مثل الدول الثلاث التي سحبت سفرائها. صبرت دول الخليج كثيرا على ما تمارسه قطر، راغبة منها الوصول إلى النضج، والإسهام في المسار الخليجي المتوحد، وأن تكون ضمنه لا ضده، لكن الغضبة التي حدثت هي نتيجة ملل بعد أكثر من خمسة عشر عاما من ممارسات قطر غير المسؤولة. نتمنى أن تعود قطر إلى رشدها، فهي بحاجة ماسة إلى دول تربطها بها حدود، واقتصاد ضخم، وتعاون أمني، وحاجة سياسية واقتصادية، فالدول الصغرى تتكامل مع غيرها، وإن انفصلت حكمت على نفسها بالفشل.