في حلقة برنامج الثامنة مع داود التي عرضت بتاريخ 29/9/2014م حول استعداد بعض الجهات الحكومية في المشاعر المقدسة في مكة المكرمة للحج، من هذه الحلقة تأكد أن مهمة الاستعدادات الحكومية "الخدمية" لمهمة الحج هي بالمثل العامي عبارة عن -قدر شراكة- ففي هذه الحلقة أيقن المواطن أن المهمة اليوم تحتاج إلى نقلة عملية وإدارية مختلفة جداً في المشاعر المقدسة. فقد أثبتت السنوات الطويلة الماضية أن آلية العمل والاستعدادات التي تعمل وتبذل وتنفذ في كل المشاعر المقدسة ينقصها المزيد من الترابط بين معظم الجهات الحكومية المعنية وفي مقدمتها البلديات - الحج - وغيرهما من بقية الجهات الحكومية التي تقدم خدمات للحجاج في هذه المشاعر المقدسة خلال مهمة الحج!! فحلقة الثامنة مع داود حملت للمشاهد وللمواطن واقعاً "مريراً" جداً من الارتجالية والفوضوية والبيروقراطية والتنافر وتعدد الإجراءات الذي حول العمل في هذه المشاعر إلى صراع موسمي يستمر على مدى الأشهر وتبرز ذروته القصوى قبيل فريضة الحج وخلال الحج.. هذا صراع أزلي لازال راسخاً ومتوارثاً منذ سنوات ولا يدرك عظمته وقسوته وحدته إلا من يعايش هذا الواقع على الطبيعة خاصة خلال مهمة الحج أو قبلها بأيام، ولعل هذه الحلقة قدمت الشيء القليل من الواقع المؤلم لحالة الأجهزة الحكومية في المشاعر فكانت حلقة جديرة بأن تدفع بنا إلى جمع كل الحلقات التلفزيونية وكل المشاهد وكل المقالات وكل التحقيقات المماثلة التي تتحدث وتناقش كل سلبيات عمل وأداء كافة أجهزة الخدمات العامة في المشاعر المقدسة.. وأن نسعى بكل جدية وسرعة إلى التفكير ودراسة البحث عن حلول حاسمة تقضي على كل مظاهر هذه البيروقراطية التي تتكرر في كل عام في هذه المشاعر المقدسة وفي هذه المهمة العظيمة.. فالوضع يحتم البحث عن حل حاسم يتلاءم مع نمو أعداد الحجاج المتوقع في السنوات القادمة!! الحل الأنسب اليوم هو توحيد وضم كل هذه الجهود تحت إدارة واحدة وتحويل آلية العمل في المشاعر المقدسة من خلال إنشاء "الهيئة العامة للمشاعر المقدسة" هيئة عامة مستقلة وذلك على غرار الهيئة الملكية للجبيل وينبع وعلى غرار شركة ارامكو - او أي مسمى آخر - بحيث تضم إلى هيئة المشاعر المقدسة جميع فروع الوزارات والجهات الحكومية الخدمية (كالبلديات - والحج - والكهرباء والمياه - والتجارة - والصحة - ومشاريع النقل. ومهام الصيانة والنظافة.. الخ ) وأن تبعد كافة الوزارات عن هذه المسؤولية.. ويكون لهذه الهيئة العامة ميزانية عامة تستقطع من ميزانية الوزارات المعنية.. ويكون للهيئة استقلال إداري وعملي وتتولى الهيئة جميع مهام التخطيط والدراسات والتعمير والتنفيذ والتطوير والإشراف والإدارة والصيانة والتشغيل.. إلخ ويكون عملها على مدار العام. - فقط يكون لها دعم بشري تنفيذي من الجهات المعنية أثناء مهمة الحج لكن تتولى الهيئة مسؤولية الإدارة والإشراف والمراقبة والمحاسبة والتقييم مسؤولية كاملة! إن تجربتنا في إنشاء الهيئة الملكية في الجبيل وينبع شاهد شامخ من شواهد التنمية الجبارة المميزة والمختلفة تحقق لها هذا التميز لأنها تخلصت من البيروقراطية والروتينية منذ إنشائها فقدمت للوطن عملاً شامخاً ومختلفاً ومميزاً من كافة الجوانب فأصبح هذا الإنجاز من أهم علامات التطور في هذا الوطن. إن استمرار الوضع في المشاعر المقدسة على هذا الحال وضع سيبقي المشاعر سنوياً حقلاً للتجارب في المشاريع والتنافر في الصلاحيات والازدواجية في المسؤوليات والهروب من السلبيات والأخطاء والقصور!.. ولهذا نرى سنوياً أن حجماً كبيراً من الأموال تهدر بسبب حلول ومشاريع وأعمال اللحظات الأخيرة التي تتكرر في كل عام!