سبق - وكالات: تحت عنوان تسعة أيام في الخلافة.. محنة امرأة ايزيدية في أسر دولة الخلافة سلطت مجلة دير شبيجل الألمانية اليوم الخميس الضوء على المعاناة التي تواجهها النساء اللاتي يقعن في أسر متشددي ما يطلق عليه تنظيم داعش من التعذيب إلى الاغتصاب الجماعي. وحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط، قالت المجلة إنه عندما قهر مقاتلو داعش المنطقة الحدودية بين العراق وسوريا سقطت قرية كوتشو الكردية أيضاً في أيديهم. وكانت نادية مراد البالغة من العمر 20 عاماً واحدة من عشرات النساء اللاتي تم اختطافهن والاعتداء عليهن. ومضت المجلة تقول إنه أثناء الليالي التسع اللاتي قضتها نادية في الأسر استغلت فرصة للهروب لتحكي مأساتها، ففي اليوم الأول انتزع الرجال الذين اختطفوها هي وأخريات كرهائن ومستعبدات جنسياً، أحذيتهن حتى لا يتمكنَّ من الهرب حيث إن المنطقة التي تم احتجازهن فيها كانت وعرة ومليئة بالصخور وكان من الممكن أن يغامرن بحياتهن إن هربن. وقالت نادية إن أحد المنازل الذي جرى احتجازهن فيه كان به العديد من الغرف وإن النساء كن ينقلن من غرفة إلى أخرى وفقاً لشهوات خاطفيهن لكنها ولحسن حظها عثرت على خزانة ملابس في الغرفة التي احتجزت بها ووجدت بها حذاء رياضياً وإن كان صغيراً عليها إلا أنها تمكنت من الهرب. وقالت نادية إن ستة رجال من مغتصبيها ومعذبيها كانوا يحرسونها لكن في الليلة التاسعة لاحظت غياب أربعة رجال ربما كانوا ينامون في مكان آخر وإن الاثنين الآخرين كانا يجلسان في المطبخ في هذه الليلة وإنهما يبدو أنهما كانا يتجادلان. وأردفت نادية تقول إنها كانت وحيدة في هذه الليلة ولم تكن تعرف أين النساء الأخريات وإن القفل الذي كان على بابها كان معيباً وتمكنت من فتحه لترتدي الحذاء الذي وجدته لتهرب من المنزل إلى الحديقة وكانت تشعر بالخوف من أن يطاردها كلب الحراسة لكنها كانت محظوظة. وقالت نادية إنها تسلقت الجدار العالي وما إن وطأت قدمها الأرض جرت بأقصى سرعة ممكنة متذكرة صوت خاطفيها وهم يقولون لها لا تفكري مجرد التفكير في الهرب.. سنستعيدك في ساعة واحدة وسيكون الموت هو الجزاء. وقالت نادية إن تسعة من أشقائها الذكور وشقيقتيها ووالدتها مفقودون. وقالت نادية إن مقاتلي داعش جاءوا إلى بلدتها مرات عديدة على فترات تتراوح بين يوم ويومين وذلك لاستعراض قوتهم العسكرية وإنهم أبلغوا أهل البلدة أن تسليم أسلحتهم هو ثمن تجنبهم القتل وبعد جمع الأسلحة اقتاد الجهاديون السكان إلى مدرسة وقاموا بفصل الرجال عن النساء واقتادوا الرجال في جماعات صغيرة وسمعت النساء أصوات إطلاق النار وأصبن بحالة من الخوف والهلع الشديدين. وأردفت نادية تقول إنه بعد ذلك جرى تفريق النساء كبيرات السن عن الشابات وفي هذه اللحظة انتزعت والدتها خاتماً ذهبياً من إصبعها وأعطته لها وهمست لها ربما تحتاجين إليه.. وقالت نادية والدموع في عينيها إن هذه هي آخر ذكرى لها من والدتها. وقالت نادية إن مقاتلي داعش استخدموا السيارات لنقل 64 شابة- هي من ضمنهن- إلى الموصل التي سيطر عليها المقاتلون في منتصف شهر يونيو وإنها في أثناء الليالي التسع تنقلت بين خمسة أماكن مختلفة. وقالت نادية إنها والنساء الأخريات لم يكن يقدم لهن الطعام مطلقاً ربما بيضة عفنة تتقاسمها ست نساء كل مرة ولم يكن يقدم لهن الماء أيضاً وكان الست يُقدم لهن كوب واحد من الشاي رشفتان لكل واحدة وكان الرجال يقولون لهن إن اعتنقتن الإسلام سيقدم لكنَّ الماء الذي تحتجنه. ومضت نادية تقول إنهن كن يتعرضن للضرب والإيذاء البدني عدة مرات في اليوم الواحد من دون سبب، وإن هناك رجلاً كان يستخدم الأسلاك الكهربائية بينما كان يفضل اثنان آخران قضباناً خشبية كما كن يغتصبن مراراً. ولم تتحدث نادية عن تفاصيل الاغتصاب لأن ذلك يتعارض مع طبيعة مجتمعها المحافظ وكانت كلما تذكره يحمر وجهها من العار والخجل. وقالت نادية ماذا كان بوسعنا أن نفعل؟ ..إن رجال التنظيم ساديون (يتلذذون بتعذيب الآخرين)، ويعشقون الاغتصاب الجماعي، لقد كانوا غير رحيمين، موضحة أن بعض النساء ارتمين عند أقدام مغتصبيهن ليقبلنها وفي عيونهن الدموع طالبات العفو والرحمة لكن ذلك لم يكن مجدياً ولم يحرك ساكناً لدى المغتصبين بل إن ذلك زادهم تلذذاً! وأردفت نادية تقول إن المقاتلين كانوا يتجادلون بشأن من سيقتل هذا الرجل أو ذاك.. وقالت نادية إن أحدهم انتزع الخاتم الذي أهدته لها والدتها ووضعه في إصبعه وأقسمت نادية أنها ستجد هذا الرجل يوماً وستقطع إصبعه وتستعيد خاتم أمها. وفي الختام قالت دير شبيجل إن نادية ربما تكتب يوماً شهادة بشأن المعاناة التي واجهتها وإنها سمعت من البعض عن المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي وإنه حتى وإن كان هذا الأمر بعد عقود فقد تتمكن من إيجاد المذنبين الذين عذبوها واغتصبوها ومعاقبتهم وإنه عندما يتسنى هذا الأمر فسوف تقدم شهادتها فهي لن تنسى هذه التجربة المريرة التي تركت لها ذكرى مؤلمة في خيالها لن تغيب.