نظم متحف أحمد شوقي بالقاهرة احتفالية ثقافية بمناسبة مرور 82 عاما على رحيل أمير الشعراء، شارك فيها أدباء ونقاد وفنانون وشعراء، وتخلل الاحتفالية إلقاء الفنان أشرف علي بعض الأغاني المشهورة. وفي مستهل الاحتفالية، قال مدير المتحف أحمد فكري "إننا نسعى لتقديم نموذج مشرق من تاريخ مصر المعاصر ليكون نبراسًا تهتدي به الأجيال الجديدة في مرحلة مهمة من تاريخ الوطن". وأكد محمد عبد المطلب -الناقد الأدبي ورئيس مجلس أمناء متحفشوقي- أن مقولة "إن العظائم كفؤها العظماء" تصدق في أمير الشعراء، مضيفا أنه كان من أعظم شعراء العربية، ولم يبلغ أحد ما بلغه كماً وكيفاً، وأبدع ما يقارب 25 ألف بيت من الشعر الفصيح، علاوة على نثرياته. محمد عبد المطلب: طه حسين هاجم شوقي في بداياته(الجزيرة) إنصاف وأضاف عبد المطلب أن طه حسين هاجم شوقي في بداياته، ثم أنصفه بعد وفاته، وكذلك فعل عباس العقاد، وقال عنه "شوقي هو الذي انتشل الشعر العربي من التقليد إلى الابتكار". ووصف أمين المجلس الأعلى للثقافة محمد عفيفي أمير الشعراء بأنه يمثل مرحلة انتقالية بين مصر التي كانت ومصر التي أصبحت، وبين مرحلة الخلافة ومرحلة القومية. ولفت عفيفي إلى أن "معظم رموز الفكر والثقافة والأدب في مصر من أصول غير مصرية، مثل أحمد شوقي والجبرتي وتوفيق الحكيم والرافعي والبارودي وتيمور وغيرهم". من جهته، أكد الناقد الأدبي أحمد درويش أن شوقي كان يعتز بمصريته، وكان عاشقا لمصر انطلاقاً من تاريخها القديم، وعندما غمزه الزعيم الوطني محمد فريد في وطنيته قال له بإيجاز شديد وبلاغة فائقة "وطنيتي في نثري". وأضاف درويش أن أمير الشعراء عاصر كل المذاهب الحديثة في الأدب، وذهب إلى فرنسا وتعلم فيها وفي مدارسها، لكنه استقى منها ما يناسب أدبه العربي وقيمه الدينية، وأدخل في الأدب العربي ضرباً جديداً من أدب الأطفال والمسرح الشعري وأدب الملاحم. زغلول عبد الحليم: الشعر أبى إلا إمارة شوقي(الجزيرة) "لا شاعر إلا شوقي" وأشار الناقد الأدبي إلى ما قاله الأديب الكبير أحمد حسن الزيات من أن شوقي "أنقذ فقر العربية عشرة قرون كاملة لم ترسل فيها رسولاً للشعر، فجاء على فترة بائسة من غياب رسول للشعر". واعتبر الكاتب والأديب زغلول عبد الحليم أن مقولة "لا شاعر إلا شوقي" تدل على المكانة الأدبية الرفيعة التي وصل إليها شوقي، حتى إن البعض حاول أن يُؤمر العقاد على الشعر، إلا أن الشعر أبى إلا إمارة شوقي، بحسب وصفه. وانتقد عبد الحليم في حديث للجزيرة نت الكلام عن القوميات في ذكرى وفاة أمير الشعراء، مؤكدا أن مثل هذا الحديث كان يُحزن شوقي في حياته لأنه لم يهب نفسه لمصر ولم يهب نفسه للمصريين فقط وإنما وهب نفسه للأمة الإسلامية كلها، وإلا لما أصبح أميراً للشعراء، وفق تعبيره. وقالت الأديبة وفاء العمدة إنها تربت أدبيا وفكريا على شعر أحمد شوقي للأطفال، مثل قصيدته "الثعلب والديك". وأضافت العمدة للجزيرة نت "كان والدي الأزهري يقرأ لي ولإخوتي مسرحيات قيس وليلى وكليوباترا التي كتبها أمير الشعراء بالتشكيل حتى يبث فينا ملكة الشعر، وملكة تذوق العربية".