×
محافظة المنطقة الشرقية

العيون والنجوم في «دربي الأحساء»

صورة الخبر

اندفعت وتيرة الأحداث في اليمن بتسارع دراماتيكي يشبه تقدّم تنظيم «داعش» في العراق وسورية. ففي اليوم التالي لسقوط الحديدة ومرفئها على البحر الأحمر، سيطرت جماعة الحوثيين أمس من دون أدنى مقاومة على مدينة إب (جنوب صنعاء)، وعلى حجة (شمال غرب)، ووصلت طلائعها إلى تعز الأكثر كثافة سكانية. في الوقت ذاته خاض مسلحو الجماعة لليوم الثاني مواجهات عنيفة مع تنظيم «القاعدة» في مدينة رداع. وجاءت المواجهات بعد يوم على انتشارهم في ذمار، وسيطرتهم على الحديدة والشريط الساحلي الغربي كاملاً، وبعد نحو ثلاثة أسابيع على سقوط العاصمة اليمنية في قبضتهم. كذلك، تصاعدت هجمات «القاعدة» على قوات الجيش والأمن وأنصار جماعة الحوثيين، في حين ارتفعت لهجة المطالب الانفصالية في الجنوب. وأمهلت فصائل «الحراك الجنوبي» المحتشدة في عدن (جنوب) الجنود والمواطنين الشماليين حتى نهاية تشرين الثاني (نوفمير) المقبل لمغادرة الجنوب، كما حددت المهلة ذاتها للسلطات لتسليم المنشآت الحكومية، منذرةً الشركات النفطية للتوقف عن الإنتاج. هذه التطورات جاءت بعد يومين فقط على تكليف الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، خالد محفوظ بحاح تشكيل حكومة الشراكة الوطنية، وبالتزامن مع مفاوضات تجريها الأطراف السياسية لاختيار وزرائها، في ظل وعود من الحوثيين بإزالة مخيماتهم الاحتجاجية داخل صنعاء، بمجرد أداء رئيس الوزراء المكلف اليمين. وقالت مصادر أمنية وشهود لـ «الحياة»: «أن مئات المسلحين وصلوا أمس إلى مدينة إب بعد سيطرتهم على بلدة يريم، ولم يواجهوا أي مقاومة لدى إحكام قبضتهم على المقار الحكومية والأمنية، وعقدوا اجتماعاً مع السلطات المحلية وأقاموا نقاط تفتيش». وذكرت مصادر قريبة من محافظَيْ إب وذمار أنهما استقالا احتجاجاً على انتشار المسلحين الحوثيين في المدينتين. إلى ذلك علمت «الحياة» أن السلطات في محافظة حجة عقدت اجتماعاً مع الحوثيين وسلّمتهم المحافظة سلماً، فيما انتشر مسلحوهم في المدينة وسيطروا على منفذ الطوال الحدودي مع السعودية، في ظل تعليمات عليا وصلت إلى قوات الجيش والأمن بعدم الاصطدام معهم. ووسط أنباء عن وصول طلائع الحوثيين إلى مدينة تعز (جنوب غرب) نفت قيادة الجيش اليمني سيطرتهم عليها وتعهدت التصدي لهم. لكن مصادر حكومية أكدت لـ «الحياة» أن السلطات المحلية في تعز أجرت مشاورات مكثّفة لدرس الوضع، ويتوقع أن تختار عدم خوض مواجهة مع الحوثيين في ظل غياب قرار من السلطات العليا في صنعاء. في مدينة رداع الواقعة بين ذمار والبيضاء (جنوب صنعاء) خاض الحوثيون لليوم الثاني مواجهات عنيفة مع مسلحي «القاعدة»، وأفادت مصادر محلية بسقوط 12 شخصاً من الجانبين. وقالت إن «الحوثيين تمكنوا من دحر مسلحي التنظيم بعد مواجهات عنيفة أدت إلى تدمير عدد من المنازل ونزوح عشرات من الأسر، بالتزامن مع غارات شنّها الطيران الحربي على مواقع للتنظيم». وقصفت طائرة من دون طيار يرجّح أنها أميركية منزلاً في إحدى قرى مديرية ميفعة في محافظة شبوة أمس. وأكّدت مصادر محلية مقتل خمسة كانوا في المنزل، في حين أكد تنظيم «القاعدة» في صفحة له على «تويتر» أنه شنّ هجوماً ليل الثلثاء على شاحنتين للجيش في وادي ضيقة في مديرية المحفد بمحافظة أبين (جنوب)، مشيراً إلى مقتل جنود وجرح آخرين. وأكّد موقع وزارة الدفاع أن الغارة الجوية نفذها سلاح الجو اليمني، وأن أمير «القاعدة» في شبوة مهدي باداس المكنّى بـ «أبو حسين» وعدداً من عناصر التنظيم بين القتلى. وفيما تنتظر صنعاء وصول رئيس الوزراء المكلف تشكيل حكومة من نيويورك، حيث كان يشغل منصب مندوب اليمن لدى الأمم المتحدة، اغتال مسلحان يُعتقد أنهما من «القاعدة» العقيد زيد علي الذاري في منطقة سعوان في العاصمة، وهو مسؤول بارز في وزارة الدفاع، قريب من الحوثيين ويشغل منصب رئيس شعبة الإمداد في دائرة الأشغال العسكرية في المنطقة. ويقترب الحوثيون من إحكام سيطرتهم على كل المحافظات الشمالية والغربية، ويتحفّزون للتوجه إلى المحافظات الشرقية بالتنسيق مع قوى في «الحراك الجنوبي» تدعمها إيران، فيما يظلّ الخطر المحدق بهم محصوراً في تنظيم «القاعدة» والقبائل المساندة له في البيضاء ومأرب، ومناطق في محافظة الجوف. وتوافد مئات من أنصار التنظيم، أمس إلى مناطق قبلية في محافظة البيضاء، حيث توعّد الزعيم القبلي القيادي في التنظيم نبيل الذهب جماعة الحوثيين بـ «نهش أكبادهم»، ونصرة «أهل السنّة»، وفقاً لتسجيل مصوّر نُشر على الإنترنت. وفي حين يجزم مراقبون بأن حزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح ضالع بتمكين الحوثيين، انتقاماً من خصومه في حزب «الإصلاح» (الإخوان المسلمين)، امتدح الرئيس السابق لجنوب اليمن علي ناصر محمد في تصريحات نشرتها وسائل إعلام محلية، سيطرة الحوثيين على صنعاء معتبراً إياها «انتصاراً على الفساد والفوضى الأمنية والظلم والاستبداد». وأضاف علي ناصر المقيم في الخارج أن الحوثيين «انحازوا إلى المطالب السياسية والاقتصادية للشعب».