سور الوطن المنيع وجهاز الإنذار الأول ذلكم هو قطاع حرس الحدود. قليل من يعرف مهمات هذا الجهاز الهام لأن المجتمع تعوّد على أصحاب "البروباغاندا" أولئك الذين لو قبضوا على قطّة شاردة لملأوا الدنيا ضجيجاً وتفاخراً. يبدو أن حكمة الشيوخ هي سياسة حرس الحدود إذ يعتبر من ضمن أقدم الأجهزة الرسمية إنشاءً. يُشير موقع المديرية العامة لحرس الحدود على الإنترنت أن مؤسس هذه البلاد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (رحمه الله) اهتم بفكرة وضع مراكز ودوريات للمراقبة البحرية والبرية بالمنطقة الشرقية عام 1331 ه عبارة عن سفن شراعية صغيرة تسير بمحاذاة الشاطئ يساندها دوريات من راكبي الهجن للمراقبة على الساحل. يعني أن هذا الجهاز العريق قد تجاوز المئة عام من عمره وبهذا تخطّى سن الرشد بكثير ومن خلال تراكم التجارب الطويلة والأحداث التي مرّت على البلاد تعوّد رجاله على العمل بحكمة الشيوخ والإنجاز بصمت. أما المهام المُكلّف بها حرس الحدود فسأكتفي بمهمتين توضحان حجم المسؤولية. حراسة حدود المملكة البرية والبحرية والموانئ والمرافئ البحرية ومكافحة التهريب والتسلل من الداخل والخارج. الإنذار المبكر عن أيّ تحركات غير عادية على خط الحدود أو بالقرب منه. أعود لعنوان مقال اليوم وحكاية صمت الجهاز عن الطنطنة والتفاخر بما ينجزه على مدار الساعة وأقول على غير عادة الأجهزة الرسمية في الإسهاب بمفردات مثل (فعلنا، أنجزنا، قبضنا، أنقذنا، فككنا سحر ،داهمنا...الخ) يقوم حرس الحدود بالقبض على أطنان من الأسلحة المهربة والمخدرات ويمنع آلاف المتسللين وينقذ عشرات الغرقى وبالمقابل يقدّم الشهيد تلو الشهيد الذين يسقطون على خط الحدود دفاعاً عن أمننا وحماية مجتمعنا من الأخطار وأهمها آفة المخدرات. نسمع كل هذا من خلال الأخبار التي تنشرها الصحف في صفحات الحوادث ينقلها المراسلون كبقيّة الأخبار المعتادة دون تضخيم أو تفخيم. يقول أحد الحكماء: قد يشكّ الناس فيما تقول ولكنهم سوف يؤمنون بما تفعل. لحرس حدود بلادي على كل ثغر وفي كل بقعة لكم التحية والتقدير وكثير من الإعجاب بإنجازاتكم.