بدأنا أسبوعنا العملي بحادثتين كان عنوان إحداهما الانفعال وعدم ضبط النفس، والثانية سلكت طريق الإهمال ككثير من حوادثنا اليومية، والحادثتان شغلتا الرأي العام ولم تكونا لتحدثا لو أن هناك تدريبات ومراقبة، فالحادثة الأولى هي الاحتكاك مع حاج وزوجته مما أشعل وسائل التواصل الاجتماعي خاصة أولئك الذين حاولوا إسقاط نجاحات الحج بذكر الجزئيات وترك جمال المشهدية كاملة. ونعلم بأن ذلك التصرف هو تصرف فردي لكنه حمل حمولات أراد البعض سحبها على نطاق واسع وكعادة البشر ترويج الأمر السيئ وتجاهل الحسن وقد يكون فعل واحد سيئ يغطي على ملايين من الأعمال الحسنة. ومع إعلان مسؤول قوات أمن الحج عن رفض تصرف ذلك الفرد رفضا قطعيا وأنه سوف يحاسب وفق النظام، فمن المستحسن أن تتم محاسبته وتعلن العقوبة في وسائل الاتصال. أما الحادثة الثانية فهي ابنة الإهمال، والإهمال مصدر خصوبة مشكلاتنا وتكاثرها حيث سقط ابن وأبوه في خزان صرف صحي لم تكن فوهته مغطاة وفارقا الحياة في حين أن الجهات والمرافق الحكومية حالما انتشر الخبر خرج المتحدثون الرسميون لتلك الجهات في (تباري) لتبرئة قطاعاتهم من مسؤولية خزان الصرف.. وإن كان هذا الخزان هو محل تسابق تبرئة كونه فضح رقعة واتساع الإهمال فسوف أقول ــ أو يقول غيري ــ إن هناك مئات من خزانات الصرف الصحي منتشرة في البلد حاسرة عن رأسها ويفيض طفحها ولم تتحرك أي جهة من الجهات المعنية بالوقوف عليها وتغطيتها وربما يقال إنها تتبع لقطاعات خاصة ــ كما كان رد الأمانة عن الخزان الذي التهم الابن وأباه ــ فإن مئات خزانات الصرف الصحي الحاسرة تقع في الشوارع الجانبية وتتبع لعمارات فهل تترك ريثما يقع فيها ضحية ثم يقال هي تابعة لقطاع خاص، أعتقد أن على الأمانة والدفاع المدني جهدا مضاعفا في متابعة هذه الخزانات وإلزام أصحابها بإغلاقها إغلاقا آمنا.. أعتقد أن جولة واحدة لأي جهة من الجهتين سوف تغلق العشرات من خزانات الصرف الصحي التي تمثل فخاخا للموت .. فقط لو نعالج إهمالنا فكثير من المصائب لن تحدث.