وهذا ما قاله أحد الخبراء، بل إنّه أضاف بأنّ ذلك يمكن تحقيقه بربع ميزانية وزارة الصحة الحالية، فلماذا لا ننفذه؟ تلك هي المسألة. يقال إنّ العلاج في المملكة مجاني وفقا للنظام الأساسي للحكم، وهذا مطلب نبيل، ولكنّه لا يتحقق حاليا بشكل كامل على أرض الواقع رغم الميزانية الضخمة لوزارة الصحة، ومهما زادت الميزانية فلن تفي بتحقيقه، وقد عجزت عنه دول أغنى منّا بكثير كالسويد والنرويج واعتمدت على التأمين الطبّي الشامل الذي وفّر فعلا العلاج لكلّ مواطنيها، ولم يعد الهمّ الصحي أمرا يشغل بالهم، والمرء إذا ضمن الغذاء والعلاج فإنّه يعيش حياة آمنة، وعار أن يوجد في مجتمع ما من تعوزه هذه الحياة، خاصة وكما قلت إنّه بالوسع تحقيقها، وقد يقال إنّ ذلك ليس بالأمر الذي يمكن تحقيقه ودونه عقبات، لكن كلّ العقبات يمكن التغلب عليها، حسبنا أن نبدأ من نقطة ما، فإذا كان مثلا عدد المستشفيات حكومية وأهلية الموجود الآن قليل فإنّه يمكن بناء المزيد منها لا من الحكومة، ولكن من القطاع الأهلي بتقديم قروض سهلة وطويلة الأجل له، وخاصة إذا تمّ ذلك في المناطق النائية، وحاليا ليس كلّ سكان المملكة في حاجة إلى تأمين طبّي من الحكومة، فالقطاع الأهلي يتكفل بالتأمين على منسوبيه ولا سيّما العمالة الوافدة التي يصل عددها إلى عشرة ملايين وافد، وإذا كان القطاع الأهلي يقوم بهذا العبء، فلماذا لا تقوم به الحكومة وعدد المواطنين لا يزيد كثيرا على عدد الوافدين؟