يقام معرض للآثار في واشنطن تكريماً لاكتشافات ويندل فيليبس الذي كان في الخامسة والعشرين من عمره عندما توجه إلى شبه الجزيرة العربية في الخمسينات بحثاً عن مملكة سبأ الأسطورية. ويرمز تمثال نصفي من المرمر لشابة صاحبة بسمة لطيفة وتمثالا أسدين في متحف الفنون الآسيوية « فريير-ساكلير «في مؤسسة سميثسونيان، إلى رحلة الشاب الذي انطلق بحثاً عن حضارة تعود إلى 2500 سنة. وقالت مفوضة المعرض معصومة فرهاد: «لم يكـن فيليبس (وتوفي عام 1975 عن 54 سنـــة) عالم آثار محترفاً لكنـــه كـــان شغوفاً وصاحب طاقة كبيرة». درس فيليبس علم الاحاثة في جامعة كاليفورنيا وانخرط في البحرية التجارية خلال الحرب العالمية الثانية، قبل أن ينطلق في أولى مغامراته في أفريقيا. والتقى في تلك الفترة الآغا خان الذي اقترح عليه الاهتمام بالمدن المنسية في جنوب شبه الجزيرة العربية حيث برزت حضارة مزدهرة في الألفية الأولى قبل الميلاد. وعلى رأس قافلة من شاحنات من شركة «دودج» التي كانت راعية للمغامرة، قاد الشاب فريقاً من علماء الآثار إلى تمنع التي شكلت محطة مهمة جداً على طريق البخور بين الهند وأوروبا المتوسطية. وفي عام 1951، أجرى فريق فيليبس بحوثاً في معبد اوام في مأرب عاصمة مملكة سبأ بحثاً عن أدلة ملموسة على وجودها. وكتب عام 1955 في مذكراته: «كل ما نعرفه عن مملكة سبأ ورد في الكتاب المقدس. في يوم من الأيام ستؤكد لنا البحوث الأثرية وجودها وتكشف مزيداً من المعلومات عنها». واضطرت نزاعات محلية الفريق إلى مغادرة اليمن الذي لن يعود فيليبس إليه. إلا أنه أبقى روابط مع المنطقة من خلال العمل في الصناعة النفطية واستشارات كان يقدمها لسلطان عمان. ويضم المعرض الذي يستمر حتى نهاية حزيران (يونيو) 2015 دفاتر ملاحظات وصوراً بالأبيض والأسود وأفلاماً توثّق ذكريات الرحلة. وواصلت مريلين فيليبس هودجسون شقيقة المستكشف البحوث في مأرب عام 1998 بدعوة من السلطات اليمنية، إلا أن العمل عُلّق بسبب تهديدات تنظيم «القاعدة» في المنطقة.