دعا الدكتور غازي صلاح الدين العتباني المستشار السابق للرئيس السوداني وزعيم المجموعة الاصلاحية داخل حزب المؤتمر الوطني الحاكم قادة حزبه عدم الانصراف إلى معارك فرعية صغيرة وتوجيه طاقاتهم لمعالجة الأزمات الكبرى التي تحيط بالبلاد. ونشر العتباني في صفحته الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" رسالة وصفها بالمفتوحة وجه عبرها انتقادات للحزب الحاكم بعد تحويلهم هو و30 قياديا آخرين الى لجنة للمحاسبة بسبب رفعهم مذكرة للرئيس عمر البشير ترفض الاصلاحات الاقتصادية الاخيرة للحكومة والتي أدت الى زيادة اسعار المحروقات. وقال تعليقا على احالته للمحاسبة مع بقية الموقعين على المذكرة ان القرار الذي اتخذه الحزب بتحويلهم الى لجنة للمحاسبة غير موفق لأنه يختزل مشاكل البلاد في نقطة إجرائية. وأوضح ان المذكرة التي رفعوها للرئيس البشير للتراجع عن زيادة المحروقات كانت بسبب الحاجة العاجلة للتدخل التي فرضتها ظروف البلاد والاضطرابات التي هددت بضرب النسيج الاجتماعي. ورأى أن تكوين لجنة المحاسبة بهذه الصورة يرسل رسالة سالبة حول مدى الحرية المتاحة داخل الحزب ويثير أسئلة كثيرة حول استعداد قادة الحزب الحقيقي لتقبل مبادرات وأفكار جديدة من المواطنين عموما وبقية القوى السياسية. وأضاف "من المؤسف أن قرار تشكيل اللجنة ربط بين إرسال الرسالة المفتوحة وخطط المعارضة لإسقاط النظام وضرب وحدة البلاد وأمنها". وقال ان صياغة قرار تكوين لجنة المحاسبة بهذه الطريقة يحمل في طياته تهديدات صريحة باستخدام الإجراءات الأمنية لحسم النزاع وهو ما سيشكل كارثة حقيقية على الممارسة السياسية برمتها. وقال إن الرسالة المفتوحة للبشير لا علاقة لها بشق الحزب ولم يكن ذلك في نية واضعيها، لكن الذي يؤدي إلى الانشقاقات هو الصمم عن سماع النصيحة، وسد قنوات الحوار، واستهداف الآخرين وإطلاق الاتهامات نحوهم دون روية ولا ورع. ولفت الى أن جوهر الرسالة المفتوحة وجد قبولا كبيراً من المواطنين عامة وكان الأجدر استثمار هذا الموقف لإحداث حراك سياسي جديد يخرج البلاد من أزمتها، لكن بخلاف المرجو تحول الهم كله إلى نقطة إجرائية لا تهم البلاد في شيء.