شدّد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) ضغوطه على مدينة بغداد عبر محاولته السيطرة على أكبر عدد من البلدات المحيطة بها، فيما كثف هجماته في ديالى شرقاً والأنبار غرباً، حيث تطلق حكومتها المحلية استغاثات بسبب قرب سقوط آخر المعاقل الرسمية في عاصمتها مدينة الرمادي. في غضون ذلك، سقط عشرات من العراقيين بين قتيل وجريح في هجوم بثلاث سيارات مفخّخة نفذه «داعش» أمس في بلدة قرة تبة بمحافظة ديالى وطاول مقرات أمنية وسياسية كردية، فيما تمكّن التنظيم من اغتيال قائد شرطة الأنبار اللواء أحمد صداك الدليمي (للمزيد). وأورد بيان للتنظيم إن ثلاثة انتحاريين هم «أبو سارة الألماني» و «أبو محمد الجزراوي» و «أبو تراب التركي»، نفّذوا العملية التي أدت إلى مقتل 25، غالبيتهم من قوات «البيشمركة»، وجرح عشرات. كما أعلن التنظيم مسؤوليته عن هجومين تعرضت لهما بغداد مساء السبت، في منطقتي الشعلة والكاظمية، ونفّذهما انتحاريان. وتمكّن «داعش» أمس من اغتيال قائد شرطة الأنبار بتفجير عبوة قرب معقل الزعيم العشائري أحمد أبو ريشة. ويركز «داعش» منذ فترة ليست قصيرة على محاولة الاقتراب من البلدات المحيطة ببغداد، تمهيداً لمهاجمة العاصمة التي تنتشر فيها قوات أمنية كبيرة بالإضافة إلى المتطوعين والميليشيات. وأصبح «داعش» اليوم يحيط ببغداد من كل الجهات، ولو في شكل متقطّع، ما يرجِّح سعيه إلى إثارة اضطرابات طائفية عبر تهديد المراقد الشيعية في سامراء وبغداد وكربلاء، لتمهيد الأرضية لدخول العاصمة. ومن شرق بغداد حيث محافظة ديالى، تقع بلدات الخالص وهبهب وبني سعد ملاصقة للحدود الشرقية للعاصمة، فيما يمتد قضاء بلد روز الأكبر في ديالى على مساحة واسعة، ويرتبط جنوبه بحدود وسط بغداد وجنوبها، ويمتد من شماله إلى بلدات جلولاء والسعدية التي تخضع لسيطرة «داعش» منذ حزيران (يونيو) الماضي. وتشكل بلدروز نمطاً جغرافياً مشابهاً لصحراء الأنبار لجهة تعقيده، ما جعلها دائماً هدفاً نموذجياً لـ «داعش» الذي ينتشر بين قراها المتباعدة بين التلال الصخرية، وصولاً إلى البلدات الملاصقة لبغداد، متجنباً بعقوبة والعظيم والخالص التي تقع تحت السيطرة الرسمية العراقية. وتبدو بغداد مكشوفة أمام تنظيم «داعش» من جهاتها الجنوبية والشمالية والغربية. فإلى الجنوب حيث تمتد مساحات شاسعة تربط مناطق اللطيفية وجرف الصخر واليوسفية بالمدائن وصولاً إلى العزيزية والصويرة شمال واسط، ثمة بيئة ديموغرافية وجغرافية أكثر هشاشة، حيث مناطق بغداد المحاذية مثل جسر ديالى وهور رجب وعرب جبور وصولاً إلى المحمودية والدورة، والمعالف، تمتد كمساحات زراعية أو صحراوية أو صناعية، تعقبها تجمعات سكانية سنية في الغالب. وكان «داعش» نظّم استعراضاً عسكرياً نادراً في بلدة أبو غريب، غرب بغداد، في نيسان (أبريل)، أي قبل شهرين من احتلاله الموصل، ثم اختفى ولم تظهر له نشاطات في البلدة.