اضطربت بعض دول المنطقة بفعل الصراعات المذهبية والجماعات المتطرفة، ونشط المغرضون في محاولة الإساءة إلى المملكة، وزعزعة الثقة بين القيادة المواطن، ولكن بفضل الله دائما ما تكون مثل هذه المحاولات فاشلة من بدايتها؛ فتجلت لحمة المجتمع بمختلف أطيافه، وسجل السعوديون أروع مواقف الوفاء لوطنهم. خلال الأيام الماضية، وفي خضم الأحداث الطائفية التي يشهدها اليمن على أيدي الحوثيين، حاول بعض المغرضين الزج بنجران وأهلها الأوفياء في الواجهة من خلال مقطع فيديو لمناسبة نجرانية قديمة - نُقل لي أنها مناسبة عفو عن أحد أبناء نجران من قبل قبيلة يمنية - يتغنى فيه النجرانيون بمحاسن اليمن في "لون الزامل". ورغم أن الإساءة المتعمدة لأهلنا في نجران - الذين لا يساورنا الشك في ولائهم - مؤلمة، إلا أن الألم الأكبر في حقيقة البعض الذين لا يريدون لهذه البلاد المباركة إلا الفتنة والانقسام. من يعرف منكم رجلا واحدا فقط من رجال قبائل نجران يدرك أن هذه المنطقة مختلفة برجالها، فهم أهل نخوة وشهامة تجعل الواحد منهم يفدي صاحبه بعمره في المواقف الصعاب، فكيف إذا كان الأمر يتعلق بالوطن. في نظري أن من شدة ولاء أهل نجران لوطنهم، ووطنيتهم التي لا يختلف عليها اثنان، ودليل ذلك أن الأمور في هذه المنطقة الحدودية الغالية تسير وستبقى على ما يرام. لا زلنا نتذكر كيف استقبل النجرانيون بوطنيتهم الأمير مشعل بن عبد الله وكيف ودعوه، وكيف هي العلاقة بينهم وبين حاكمهم الذي ظل بين ظهرانيهم 4 أعوام، وكان وداعه مؤلما لهم. إن نجران قطعة من القلب وأهلها كما وصفهم الشاعر: "كرام ومن كرام وضيفهم ما يعدم الإكرام....كأن أموالهم ما هي لهم إن حل طالبها".