×
محافظة مكة المكرمة

الشهري مديراً لبنك البلاد فرع القنفذة

صورة الخبر

تتجه الأنظار مجدداً اليوم إلى مدينة سوتشي الروسية، التي تستضيف للمرة الأولى سباقاً لسيارات فورمولا واحد، وسط اهتمام شعبي ورسمي واسع كرّسه الرئيس فلاديمير بوتين باصطحاب ضيفه ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة لحضور الجولة الـ16 من بطولة العالم. وتحتضن حلبة السباق التي بلغ طولها 5853 متراً منافسة حاسمة بين سائقي «مرسيدس إي أم جي» البريطاني لويس هاميلتون والألماني نيكو روزبرغ منافسه الوحيد على اللقب، وسط أسئلة كثيرة حول عوامل السلامة في الحلبات، بعد الحادث الخطير الذي تعرّض له الفرنسي جول بيانكي (سائق فريق ماروسيا) الأحد الماضي في جائزة اليابان. لكن المنظمين أبدوا في الجولات التحضيرية إعجاباً بالإجراءات المتخذة، على رغم أن الاتحاد الدولي (فيا) أجرى تعديلات على جوانب المنعطف الثاني في الحلبة، قضت بوضع مطبات اصطناعية تضمن عدم خروج المتسابقين عن المسار المحدد، وتحسّن سرعة دخولهم المنعطف التالي. كما قرر «فيا» خفض سرعة السيارات إلى 60 كيلومتراً في الساعة ضمن منطقة الصيانة. و «درّة البحر الأسود» التي أدهشت العالم خلال استضافتها الألعاب الأولمبية الشتوية في شباط (فبراير) الماضي، تسعى من خلال استضافة جولة الفورمولا واحد إلى تعزيز سجلها الرياضي الدولي. وكانت تحولّت من منتجع سياحي صغير إلى أضخم مدينة منشآت رياضية قادرة على تنظيم منافسات شتوية وصيفية، على رغم المرارة التي تجرّعتها بسبب معطيات كثيرة تحدّثت عن فضائح فساد رافقت ورشة بنيتها التحتية التي تجاوزت قيمتها 52 بليون دولار، وهو رقم اعتبره معارضون ضعفي القيمة الحقيقية. ويبدو التحدّي الأكبر أمام الكرملين أبعد من مجرّد تعزيز سمعة «الواحة الرياضية الفتية»، إذ يتزامن السباق مع تحديات سياسية واقتصادية وأمنية تعتبر سابقة، تواجهها روسيا في ظل النزاع مع أوكرانيا والعقوبات الغربية والتهديدات المختلفة، فضلاً عن انهيار سعر صرف الروبل ومعاناة البلاد أزمة اقتصادية خانقة. لذا، يراقب المعلّقون الروس بدقة بالغة حجم الحضور واحتمالات مقاطعة بعضهم الحدث في سوتشي، كما يولون اهتماماً زائداً لردود الفعل وطبيعة التغطيات الإعلامية، مع مخاوف من تعمّد التركيز مجدداً على السلبيات والثغرات. ويضاف إلى هموم سوتشي وهي تستقبل السباق، همٌّ أكبر «على المستوى الوطني»، خصوصاً بعدما علت أصوات تطالب بسحب استضافة روسيا كأس العالم لكرة القدم عام 2018، على خلفية سياستها في أوكرانيا، لاسيما بعدما قرر الاتحاد الدولي للدراجات النارية إلغاء سباق كان مقرراً في موسكو. وتراجعت هذه المخاوف بعد رفض الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أن تنعكس الأحوال السياسية على الرياضة، إذ بادر إلى اعتماد لائحة المدن التي ستستضيف المونديال الكروي، وهي 11، منها سوتشي وموسكو وسان بطرسبورغ ويكاتيرنبورغ وكاليننغراد. لكن صعوبات السياسة لا بدّ أن ترمي بأثقالها على الرياضة على رغم طمأنة الـ «فيفا». وأول المؤشرات أن العقوبات الغربية ستقلّص فرص المستثمرين الأجانب في المشاركة في إقامة نحو 900 منشأة رياضية تتوزع على أكثر من 2500 كيلومتر مربّع، ما يعني أن روسيا ستعتمد أساساً على مستثمرين محليين، ما يعيد بالتالي المخاوف من تكرار تجربة سوتشي مع الفساد والمحسوبيات عبر توزيع المشاريع المربحة على نخبة مقرّبة من الكرملين، كما يؤكد معارضون. واللافت أن إعلان وزارة الرياضة منع تسليم المشاريع إلى صناديق خاصة كما حدث سابقاً، لم يبدد المخاوف، خصوصاً في ظل نقص موارد التمويل والظروف الخانقة. وإلى أن يتضح الموقف، تبقى الأنظار شاخصة إلى سوتشي، وقدرتها على النجاح في تجاوز الاختبار الرياضي الجديد لروسيا كلها.