×
محافظة المنطقة الشرقية

الدورة الثانية لـ “منتدى الإعلام الإماراتي” تنطلق 26 نوفمبر المقبل

صورة الخبر

وظّف علم السينما هذه الخدع الآن في عالم السياسة والتأثير على مسار الجماهير. وما كنا نود أن يصل الأمر إلى هذه الصورة الاستغلالية للفن ورواده ومحبيه، فالتصوير الضوئي فن من الفنون الجميلة، حاله حال الرسم والشعر والباليه فلماذا تردّى وسقط في مستنقع السياسة والدعاية؟ وما كان بودنا أن يأتي هذا الفن الجميل ليُصبح رعبا وذعرا وفزعا وهلعا. فمن شاهد رجالا يذبحون كالخراف من قبل آخرين من ذات الفصيلة ( فصيلة الإنسان ) لا لشيء إلا لكونه من دين مختلف عن ديانة الجلاد. وقرأنا أن الفتح العربي وأمراءه كانوا يطلبون من جنودهم عدم ملاحقة الهارب، وعدم قطع شجرة وعدم المساس بالمستسلم واعتماد حق الأسير. والقول المنسوب إلى الخليفة الراشد أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - قال: يا أيها الناس، قفوا أوصيكم بعشر فاحفظوها عنى: لا تخونوا ولا تغلوا، ولا تغدروا ولا تمثلوا، ولا تقتلوا طفلاً صغيراً، ولا شيخاً كبيراً ولا امرأة، ولا تعقروا نخلاً ولا تحرقوه، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاةً ولا بقرة ولا بعيراً إلا لمآكلة، وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم في الصوامع؛ فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له، وسوف تقدمون على قوم يأتونكم بآنية فيها ألوان الطعام، فإن أكلتم منها شيئاً بعد شيء فاذكروا اسم الله عليها. كأن تلك الصور التي حشرها أمراء الإرهاب في زمننا هذا تقول لنا : لا ، الذبح هو وسيلة الفاع عن كل مُقدّس . سبحان الله، عكس ما أمر به الفاتحون والسلف والدين والأحاديث النبوية. والتزام العرف الصحفي أصبح الآن مزاجاً وهزلاً، فالذين شاهدوا صورة المتحدث باسم بعض الفئات التي ادعت الدين والجهاد فيه قبل أيام قالوا إن الرجل يتحدث ؛ ربما كان يتحدث من "جناح" في فندق من الدرجة الممتازة لأن التركيب والبنية الجسدية والعقلية والخلقية و"المكياج" لا يمكن أن يكون في موقع ذي خشونة أو وعورة أو مضطرب أو هائج. قرأنا عن الخدع السينمائية قديماً، وعرفنا أن هوليود بدعت فيها أو أنها صاحبة الاحتكار لهذه الأشياء، وكان جمهور السينما يرى في هذه الحركات الأعاجيب التي قد تصل إلى المعجزات.