فرضت السلطات الأميركية حالة تأهب قصوي في العاصمة واشنطن، غداة حادث إطلاق النار على مقر البحرية الأميركية (المارينز)، الذي أوقع 13 قتيلا وثمانية جرحى. وأعلنت أمس أنه لا يوجد إلا مطلق نار واحد. وقال رئيس بلدية واشنطن فانسنت جراي "لا يوجد لدينا أي دليل وأي مؤشر حتى الآن عن وجود مطلق نار آخر حتى وإن كنا لا نستبعد كليا" هذه الفرضية. وأضاف "لا تزال دوافع ألكسيس غير معروفة. وليس هناك أي سبب في هذه المرحلة يدفع إلى الاعتقاد بأنه عمل إرهابي". ومن ناحيتها، قالت قائدة شرطة واشنطن كاتي لانير "نحن متأكدون الآن أنه كان هناك شخص واحد مسؤول عن إزهاق الأرواح البشرية في المبنى". وكان مطلق النار يعمل في مجال المعلوماتية مع شركة "هويليت ـ باكارد"، حسب ما أعلن مسؤولون في الشركة. وقال المتحدث باسم الشركة مايكل ثاكر في رسالة إلكترونية إن آرون ألكسيس الذي خدم في البحرية من 2007 إلى 2011، كان يعمل مع شركة "إكسبرتس" وهي "شركة تعمل لحساب شركة هويليت ـ باكارد (اتش بي) التي تعمل على تحديث" الإنترنت في سلاح البحرية والمارينز. وأعربت الشركة ومقرها كاليفورنيا عن "حزنها العميق" لعملية إطلاق النار التي سقط فيها 13 قتيلا، بينهم ألكسيس. وأكد ثاكر أن شركة "اتش بي تتعاون كليا مع قوات الأمن". ومن ناحيته، قال مسؤول عسكري، فضل عدم الكشف عن هويته، إن ألكسيس قام خلال خدمته العسكرية لمدة أربع سنوات "بسلسلة حوادث على علاقة بتصرفاته". وأعلنت فاليري بارلاف مسؤولة مكتب التحقيقات الفيدرالي (اف بي اي) المكلفة بالتحقيق أن ألكسيس يبلغ 34 عاما، وطوله 1,75 مترا، ويتحدر من فورت وورث في تكساس، وكان يرتدي بزة خضراء وتم التعرف إليه عبر شريط فيديو. وكانت السلطات حاولت طوال النهار التحقق مما إذا كان ألكسيس حظي بدعم شخص آخر متواطئ معه، وهناك شخص ثالث أبيض كان موضع بحث في بادئ الأمر ثم تبين أن لا علاقة له بالأمر. ومن البيت الأبيض ندد الرئيس الأميركي باراك أوباما بعمل "جبان" وعبر عن أسفه لأن البلاد تجد نفسها مجددا "في مواجهة إطلاق نار جماعي" استهدف هذه المرة عسكريين ومدنيين يوظفهم الجيش. وأضاف "أنهم يعرفون خطر الانتشار في الخارج لكنهم واجهوا اليوم عنفا يتعذر تصوره، لم يكونوا يتوقعون مواجهته هنا"، وأمر بتنكيس الأعلام حتى مساء الجمعة. وجرت الأحداث في الساعة 8,20 بالتوقيت المحلي (12,20 ت ج) الاثنين بمقر قيادة الأنظمة البحرية لسلاح البحرية الأميركية في القسم ت الذي يعاد بناؤه في نيفي يارد بجنوب شرق المدينة. فقد دخل رجل المبنى رقم 197 من المجمع حيث يعمل ثلاثة آلاف شخص وفتح النار مرات عدة بحسب البحرية. وروت الموظفة باتريسيا وارد التي كانت تتناول الفطور في مقهى بالطابق الأول "سمعت ثلاث طلقات نارية متتالية. وبعد ثلاث ثوان ثلاثا أخرى. في الإجمال أطلقت سبع طلقات نارية. بدأنا نركض". كما روت تيري درهام التي تعمل أيضا في المبنى 197 أنها شاهدت مطلق النار. وقالت "سمعنا إطلاق نار وظهر في الممر، فصوب علينا (سلاحه) وأطلق مرتين أو ثلاث مرات. ركضنا نحو المخرج فيما كنا نسمع إطلاق نار في الداخل". وقد تم تطويق الحي كما سدت المنافذ إلى المدارس الواقعة في المحيط وحظر دخول أو خروج أي شخص. وأيضا، حلقت مروحيات فوق المنطقة حيث كانت سيارات الشرطة وأجهزة الإسعاف تجوب المكان بينما قامت سفن بدوريات في نهر أناكوستيا القريب. وتمركز شرطيون وجنود عند كل مفترق طرق. كما عزز البنتاجون تدابيره الأمنية على سبيل "الاحتياط" كما أعلن المتحدث باسمه جورج ليتل. وكذلك، علقت الرحلات المغادرة من مطار رونالد ريجان الواقع على مسافة بضعة كيلومترات من المكان، لعشرات الدقائق بسبب إطلاق النار. وتحدث وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل عن "يوم مأساوي" للجيش ولكل البلاد. من جهة أخرى، أفاد أمن الرئاسة الأميركية أن رجلا ألقى مفرقعات نارية على السور الخارجي للبيت الأبيض من الناحية الشمالية، بعد ساعات من حادث إطلاق النار على مقر البحرية. وقال متحدث باسم أمن الرئاسة الأميركية إن رجال أمن البيت الأبيض أمروا الصحفيين بالدخول إلى داخل المبنى بعد إلقاء المفرقعات النارية على السور.