وجه الأمير محمد بن ناصر امير منطقة جازان بعدم إغلاق بوبات سد وادي ضمد لتخزين المياه حرصا منه على المواطنين وحفاظا على سلامتهم. وكان مشروع سد وادي ضمد العملاق الذي كلف أكثر من 133 مليون ريال لم يخزن حتى الآن كميات السيول التي ترد إليه من خلال الأودية رغم مرور عامين تقريبا من الانتهاء من تنفيذه إضافة إلى الطمي والترسبات الطينية الملوثة التي تجمعت داخل السد ووصل ارتفاعها إلى أكثر من 11 مترا فوق سطح الأرض ليصل منسوب المخلفات إلى مستوى البوابة الأولى والثانية وتمتد خلف السد إلى كيلومتر تقريبا لتصل إلى الأودية والشعاب المجاورة للسد مشكلا خطرا بيئيا وصحيا على الساكنين المجاورين للسد. وأوضحت إدارة المياه بجازان أن السبب الحقيقي لعدم إغلاق السد لتخزين المياه هو وجود عدد من المنازل للمواطنين بحوض تخزين السد ليس لديهم صكوك شرعية. وفيما يتعلق بموضوع الرواسب في السد أوضحت أن سد وادي ضمد يعيبه ارتفاع معدل الإطماء في الوادي ومعدات مقاول التشغيل والصيانة تعمل بشكل مستمر ﻹزالة الرسوبيات وقد تم إزالة جزء كبير منها حيث تتجمع بالسد كمية من النفايات تتمثل في العلب البلاستيكية وإطارات السيارات ومخلفات البناء والأخشاب. ومن جهة أخرى، أغرقت الأمطار الغزيرة التي استمر هطولها ليلة البارحة على محافظة ضمد والقرى التابعة لها بمنطقة جازان منازل المواطنين في القرى وذلك بعد أن تحولت من الشوارع إلى المنازل لغزارتها ولانخفاض منسوب المنازل عن الشوارع وقد استعان المواطنون المتضررون بالمواطير لشفط مياه الأمطار من داخل الغرف. وكانت منطقة جازان ومحافظاتها والقرى التابعة لها قد شهدت أمطارا غزيرة بصفة متواصلة، ما تسبب في إعاقة حركة السير بعد تعطل إشارات المرور، واختلاط مياه الأمطار بالصرف الصحي كما داهمت المياه المحال التجارية والمنازل، ما يؤكد سوء تنفيذ مشاريع تصريف الأمطار في المدينة. وقد تجولت «عكاظ» أمس في عدد من أحياء ومحافظات منطقة جازان، حيث أكد أهالي محافظة صبيا ومنها قرى الملحاء وأبو القعائد وأبو السلع والمحلة وغوان أن المياه غمرت الشوارع وأحاطت بمنازلهم من كل جانب، وبينوا أن معظم محافظة وقرى صبيا تعاني أصلا من سوء التصريف وانعدام في شبكات الصرف الصحي. كما رصدت جولة «عكاظ» انسدادا في غرف التفتيش داخل الأزقة والممرات الضيقة في مدينة صبيا، ما أدى إلى صعوبة في مرور الأهالي إلى منازلهم خاصة في الأزقة. ومن جهتها، استنفرت أمانة جازان والبلديات التابعة لها جهودها لسحب وإزاحة مياه الأمطار المتراكمة وسط الشوارع وداخل الأحياء، إضافة إلى استئجار أعداد كبيرة من «الوايتات» لمساندة جهود الأمانة في الإخلاء السريع. وأضاف مسؤول كبير أن الأمانة ستقوم بمتابعة الشوارع المتضررة وإعادة تحسينها لتواكب النهضة التنموية الحديثة التي تشهدها منطقة جازان، إضافة إلى قيام فرق وآليات الرش بالأمانة بالوقوف على بعض المستنقعات المائية ورشها بالمواد الحشرية للتخلص من الأوبئة المحتملة. من جهتها، حذرت المجالس البلدية من كارثة في حال استمر فشل مشروع تصريف الأمطار ودرء أخطار السيول وازدياد رقعة المستنقعات الحاضنة للبعوض داخل المدن والقرى، فيما تواصل مديرية الدفاع المدني بمنطقة جازان وفرقها في المحافظات والمراكز استنفارها لمواجهة مخلفات اﻷمطار والسيول والرياح الشديدة التي تشهدها المنطقة هذه الفترة. وأوضح الناطق الإعلامي لمديرية الدفاع المدني بمنطقة جازان بالإنابة الملازم أول رعد الرياني أن غرفة القيادة والسيطرة تلقت بلاغا عن عدة حالات خلفتها العاصفة الرعدية الممطرة، مشيرا إلى سقوط جزء من جدار مجمع تجاري بمدينة جيزان على عدد من المركبات وتسببت في إتلافها، فيما سقطت لوحة إعلانية بأحد المطاعم وماسورة بلاستيكية من أحد المنازل وشجرة في تقاطع الملك فيصل مع شارع الملك سعود على عدة مركبات مسببة أضرارا لها، إضافة لسقوط هنجر استقر على حافة منزلين في جازان. كما أصيب عامل يمني بإصابة بسيطة بسبب تطاير الهنجر الخاص بانشاء أحد المشاريع في جازان. وبين ان غرفة العمليات بالدفاع المدني بمحافظة بيش تلقت بلاغا عن دخول مياه اﻷمطار في منزل وتضرر محل إلكترونيات في محافظة أبو عريش نتيجة اﻷمطار من سقف المحل دون إصابات. ولفت الملازم الرياني إلى أنه تم توجيه الفرق والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة لمباشرة تلك الحوادث والتعامل معها. من جهته، دعا مدير الدفاع المدني بمنطقة جازان اللواء هاشم بن داود صيقل لاتخاذ كافة التدابير أثناء هبوب العواصف وهطول اﻷمطار، مهيبا بتوخي الحيطة والحذر.