×
محافظة الرياض

يعد الخامس الذي ينظمه مستشفى المحافظة مؤتمر طبي لمستجدات أمراض الجهاز الهضمي بالسليل

صورة الخبر

مسكين شعبان عبد الرحيم. كل ما يحدث في المنطقة مسؤول عنه. هكذا خلصت صحيفة «وورلد تربيون» أخيراً. لا أحد يدري أي شيطان ألمّ بمحرّر الخبر الذي يقول إن عبد الرحيم هو مصدر كل هذا التعصب الذي يجتاح المنطقة ويكاد يذر في طريقه كل شيء. لم تتوقف الجريدة الأميركية عند هذا الحد، بل زادت بالقول إن سبب ظهور تنظيم «داعش» هو أغنية «أنا بكره إسرائيل» التي أطلقها المغنّي الشعبيّ قبل عقد، ولولا هذه الأغنية لما اجتاحت موجات التعصّب والكراهية هذه المنطقة المتفجرة. لنترك ادعاء «وورلد تربيون» جانباً، فعلى رغم الموقف الذي قد يتخذه المرء العاقل من ظاهرة شعبان عبد الرحيم، إلا أنه لا يجوز هنا سوى تبرئته عملياً من هذه التهمة، ليس بغرض الدفاع عن أغنياته التي ساهمت في شكل أو آخر في صناعة ذوق رديء يمكن أن يتسبب بأشياء كثيرة ليس هنا مجال ذكرها. نعم لنترك عبد الرحيم بحاله، لأن ما تريده الصحيفة برأي سطحي يتعدى القول إن علّة «داعش» تكمن بالفعل هنا، وهي تشرّع الدفاع عن إسرائيل، الدولة المارقة قبل كل شيء... وربما لم تهتمّ الصحيفة يوماً بأن تراقب إيقاع بعض الفضائيات العربية والأجنبية التي تدافعت عبر العقدين الماضيين نحو النبش في الماضي البعيد حتى آلت أوضاع البث الفضائي إلى متاهة بين الطوائف والإثنيات التي تكاد تتقاطر اليوم للتقاتل في مابينها، وليس داعش إلا «التنفيس» عن حال من الاحتقان جرى الشغل عليه بأدوات مختلفة، لم يكن بعض الفضائيات إلا جزءاً من هذا الشغل الإجرامي في التبويب والتصنيف الذي يدفع بالجميع نحو عمق الهاوية. في المقلب الآخر، وهذا لن تلحظه جريدة «وورلد تربيون»، تبدو إسرائيل للعاقل الرصين مســؤولة عن ثلاثة أرباع هذا التعصب الذي يجــتاح المنطقة. بالطبع رأي لا يتوّخى تبرير ما آلت إليه الأحوال اليوم على يد تنظــيم «داعــش»، وإن استمدّ دروساً في «التأسـيس» لدولة الخلافة المزعومة، فهو يجدها بكل تأكيد في إسرائيل نفسها، التي استفادت من آلية الانتصار بالرعب التي أصبحت معروفة للقاصي والداني باعتبارها الدرس البليغ، لأن ما قامت به عصابات الهاغانا وشتيرن والبالماخ قبل قيام دولة إسرائيل يشبه إلى حد كبير ما تقوم به قطعان «داعش» اليوم في أماكن تواجدها. مسكين شعبان عبد الرحيم. قد يدفع ثمناً كبيراً في سياق مشواره الشعبوي لم يكن قد فكّر فيه من قبل. لم تكن بعض أغنياته إلا تعبيراً عن ذروة في «انحطاط» الأغنية العربية، لم يكن هو من بدأها أو أسّس لها. ليس مسؤولاً عن فضائيات طائفية استفادت من تقنيات البث الرقمي، فتغوّلت، وأصبحت تنشر التعصّب، أو الرعب في التعصّب الذي نلمح أطيافاً منه اليوم على يد «داعش»، وقد استقى برامجه في التأسيس لدولته، من دولة العصابات ذاتها التي يكرهها شعبان عبد الرحيم.