ما زالت حمّى الإصابات تطارد الأندية، وتشكل هاجسا، وكابوسا مؤرقا لها وللأجهزة الفنية، والجماهير، ولا سيما الجسيمة منها؛ كإصابة الرباط الصليبي التي غيّبت الكثير من النجوم عن الملاعب، حيث لم تمض جولات معدودة "ست جولات في دوري عبد اللطيف جميل، وسبع في دوري ركاء للمحترفين" حتى وقع أكثر من أربعة لاعبين ضحايا لها، كياسر الفهمي ومنصور الحربي من الأهلي، إبراهيم هزازي من العروبة، ومحمد كنو من الاتفاق. وأكد لـ "الاقتصادية" الدكتور سالم الزهراني المتخصص في إصابات الملاعب، أن سوء الاستعداد للاعبين من قبل الأجهزة الفنية بداية كل موسم رياضي، يعد من الأسباب المهمة في الإصابة بالرباط الصليبي وغيرها من الإصابات التي تتكرر طوال الموسم سواء في المباريات أو التدريبات، معتبراً إن إصابة الرباط الصليبي تحدث في كرة القدم باستمرار، وهي كحوادث السيارات التي تحصل دائماً في الطرق العامة.وبين أن التدخل الجراحي هو العلاج الوحيد عن طريق تعويض الرباط من عظم الرضفة أو الصابونة أو من خلف الركبة وهذا التعويض لا يؤثر في المنطقة التي يؤخذ منها.وعن قيمة العملية الجراحية وفرقها عن الخارج، رد الزهراني "تكلفة العلاج 12 ألف ريـال محليا كحد أقصى، و120 ألف ريـال خارجيا؛ كونهم يتعاملون مع الحالة بطريقة التأمين الطبي حتى لو كان الدفع بطريقة "النقد"، كما أن هناك ضرائب يدفعها الطبيب والمستشفى بواقع 30 في المائة، وهذا يحدث مثلاً في أمريكا".واستدرك "محصلة ما يتقاضاه الطبيب بعد إجراء العملية في الخارج يساوي ما يحصل عليه الطبيب محليا".وعن انتشار الإصابة قال "عدد حالات الإصابة لم يزدد وإنما هناك عوامل جعلت المتابع يعتقد ذلك مثل سهولة التشخيص والوهج الإعلامي الذي سلط الأضواء على الكثير من الحالات؛ لأن اللاعب في الفترة السابقة كان يتعرض للإصابة ولا يجد التشخيص المناسب ويضطر إلى ترك الكرة".وعن ضعف الأطباء الموجودين مع الأندية، أجاب "الأطباء الموجودون معها على مستوى عالٍ، ويملكون خبرات كثيرة وغير صحيح ما يُقال إنهم سيئون".وكان الدكتور عثمان القصبي الاختصاصي الأول في العلاج الطبيعي للعظام، المفاصل، والعضلات، قد أكد لـ "الاقتصادية"، أن الإصابات التي يتعرض لها اللاعبون تكون بسبب عاملين أساسيين، الأول له علاقة بعوامل خارج الجسم كأرضية الملعب أو ضربة مباشرة من خلال احتكاك بينهم، والآخر يتعلق بعوامل داخل الجسم مثل تشريحه، حيث إن هناك أشخاصا تكون لديهم ليونة كبيرة في الأربطة أو ضعف في العضلات أو اختلال في ميكانيكية القدم تؤثر في حركتهم وبالتالي يكونون عرضة أكبر للإصابات.