خلط الأوراق عملية مزعجة.. لكنها حينما تكون متعمدة ستصبح مؤذية، وغير نزيهة! نحن مع الأشقاء السوريين قبل، وأثناء محنتهم، وبعدها.. وتعاطفنا بشكل عام مع كل مآسي الأشقاء هناك.. منذ أول قتيل في درعا وحتى غرق الطفل إيلان كردي قبل أيام.. ليس من حق أحد المزايدة على مواقفنا، ومواقف بلادنا.. حينما تحضر المزايدات - في أي مجال - ينعدم المنطق.. تتلاشى المنطقة الوسط.. إلا في حالة واحدة.. حينما يرتبط القول بالعمل الذي يبز عملنا، ويفوق جهودنا.. المزايدات رخيصة، لكنها تبلغ غاية الرخص حينما تتحدث عن الحب والمشاعر - وكأن قلوبنا من حجر! تصبح رخيصة حينما تُستعرض القيم والمثل العليا والبطولات الوهمية .. وكأننا من دول العالم السلبية في مجال الرعاية الإنسانية أثناء الكوارث! ليست هناك دولة في العالم، ولا شعب في العالم - بالرقم والتاريخ - تعاطف مع قضايا العرب - بالذات - كشعبنا ودولتنا.. تعودنا الانتقاص حينما يأتينا من وراء البحر.. لكن حينما "يولول" البعض بيننا، ويتهمون بلادنا أنها تقاعست في ملف اللاجئين السوريين، فهذا والله كذب وافتراء.. حينما يلمزنا البعض - حكومة وشعبا - أننا قصرنا في ملف اللاجئين السوريين وأغلقنا أبوابنا دونهم، فهذا تشويه حقيقي لصورتنا! "نستحق ما نتعرض له".. نعم .. لأننا لا نتحدث عن جهود بلادنا في نصرة الشعوب العربية.. ولا نفعل ذلك إلا حينما يتم مهاجمتنا.. فنظهر دوما في موقف الدفاع.. نظهر في موقف المبرر الخائف.. يقول مصدر سعودي - اضطرته حملات التشويه للخروج قبل يومين - أن بلادنا استقبلت منذ اندلاع الأزمة في سوريا، حوالي مليونين ونصف المليون مواطن سوري، حرصت على عدم التعامل معهم كلاجئين، أو تضعهم في معسكرات لجوء، حفاظا على كرامتهم وسلامتهم، ومنحتهم حرية الحركة التامة. هذا الكلام كان يفترض منذ افتتاح ملف اللاجئين.. ذاكرة الآخرين لا يعوّل عليها.. غدا نكمل بالرقم والتاريخ!