يعتبر معرض عمارة الحرمين الشريفين الذى أنشأته الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي من المعالم الأثرية التاريخية بمكة المكرمة التى يحرص الحجاج والمعتمرون والزوار على زيارتها والاطلاع على مقتنياته الأثرية التي تحكي قصة عمارة الحرمين الشريفين على مرالعصور. وأوضح مدير المعرض محمد الجابرى أن عدد زائري المعرض بلغ منذ افتتاحه في ٢٥/١٠/١٤٢٠ هـ وحتى يوم الأربعاء 14/ذوالحجة 1435 ما يقارب من ثلاثة ملايين زائر. توسعات الحرمين وأشار إلى أن فكرة المعرض الذي يقع في شارع أم الجود بجوار مصنع كسوة الكعبة المشرفة، نشأت من خلال ما شهده الحرمان الشريفان من توسعات على مر العهود الإسلامية والتي تركت لدى الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بعض الآثار والمقتنيات المعمارية والنقوش الكتابية فرأت الرئاسة أن من المناسب توثيق ذلك عبر عرض بعض هذه المقتنيات في معرض خاص بها. قطع أثرية ونقوش وأشار إلى أنه تم ترميم واختيار القطع الأثرية والنقوش الكتابية من قبل فريق متخصص من الفنيين، مما ساعد على إتمام هذا المشروع الثقافي والحضاري، مبينًا أن المعرض جاء كتتويج وتوثيق لما يجده الحرمان الشريفان من رعاية واهتمام من المسلمين على مر العصور، وإيلائه النصيب الأوفر من البناء والتشييد. دعم لا محدود وأضاف: إنه في هذا العهد الزاهر شهد الحرمين الشريفين الرقي والتنوع في الخدمات ما لم تشهده في عصور التاريخ المتلاحقة لا سيما من الدعم غير المحدود الذي تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- واقتداءً لما يبذل منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله. وجهة للزوار واكد أن معرض عمارة الحرمين الشريفين سجل حضوراً لافتاً على مستوى العرض والتوثيق في آن واحد، حيث بات وجهة مهمة لزوار مكة المكرمة للاطلاع على تاريخ الحرمين الشريفين عبر المقتنيات والعناصر المعمارية والنقوش الكتابية المرتبطة بعمارة الحرمين الشريفين منذ عهد الخلافة الأموية وحتى العهد الزاهر الذي يشهد أكبر مراحل التطوير التي مر بها الحرمان الشريفان على مر الأصعدة. 7 قاعات وقال: «إن المعرض يتكون من سبع قاعات الأولى للاستقبال وبها مجسم المسجد الحرام وصور قديمة وحديثة للحرمين الشريفين، والثانية تعرف بقاعة المسجد الحرام ويتوسطها سلم الكعبة المشرفة الذي يعد من أهم التحف المعروضة ويعود تاريخه إلى عام ١٢٤٠هـ، وثالث هذه القاعات قاعة الكعبة المشرفة وتختص بعرض متعلقات الكعبة المشرفة ويشمل ذلك نماذج من الكسوة عبر التاريخ إضافة إلى مقتنيات الكعبة المشرفة ومنها باب الكعبة المشرفة وأحد أهم أعمدة الكعبة الذي يعد أهم القطع الأثرية الموجودة في المعرض، يليها بالترتيب قاعة الصور الفوتوغرافية وقاعة المسجد النبوي وقاعة زمزم». تنوع المعروضات وأفاد بأن الزائر للمعرض يلمس تنوع المعروضات من مصاحف ومخطوطات ثمينة وقطع أثرية ونقوش كتابية وصور نادرة ومجسمات معمارية، إضافة إلى مجموعة من القطع الأثرية والمعمارية والصور الفوتوغرافية القديمة والحديثة للحرمين الشريفين. قطع أثرية وعن أهم القطع الأثرية الموجودة في المعرض حسب تسلسل القاعات، فلفت إلى وجود مجسم حديث للمسجد الحرام في وسط قاعة الاستقبال وبعض الصور القديمة للحرمين الشريفين، مضيفًا: إنه يليها في ذلك قاعة المسجد الحرام والتي تحوي على بعض الزخارف والنقوش الحجرية والرأس النحاسي لمنبر الخطيب والمؤرخ في القرن العاشر الهجري بالإضافة إلى سلم الكعبة المشرفة المصنوع من خشب الساج المؤرخ في عام ١٢٤٠هـ، والمقصورة التي كانت تغطي مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام قبل استبدالها في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله-، وعدد من أهلة المنائر التي يعود تاريخها إلى ١٢٩٩هـ. قاعة الكعبة وأضاف: إن قاعة الكعبة المشرفة حوت على ميزاب الكعبة المشرفة المصنوع من الخشب والمصفح من الخارج بالذهب والمبطن من الداخل بالرصاص ويعود تاريخه إلى عام ١٢٠١هـ، وعمود من خشب الساج من أعمدة الكعبة المشرفة يعود تاريخه لعمارة عبدالله بن الزبير رضي الله عنه للكعبة المشرفة عام ٦٥هـ، وصندوق من الخشب كان داخل الكعبة المشرفة يعود تاريخه لعام ١٢٧٧هـ، وقفل ومفتاح الكعبة المشرفة مؤرخ في عام ١٣٠٩هـ، وباب الكعبة المشرفة الذي أمر بصنعه جلالة المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه- عام ١٣٦٣هـ، وإطار للحجر الأسود يعود تاريخه لما قبل الدولة السعودية الأولى. الصور الفوتغرافية ولفت إلى أن قاعة الصور الفوتوغرافية تحتوي على مجموعة من الصور النادرة لمكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة يعود تاريخها لعام ١٢٩٨هـ، والتي أهداها للمعرض صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله-. وعن قاعة المخطوطات فبين أنها تحتوي على مجموعة من المصاحف والمخطوطات المصورة النادرة من مكتبتي الحرمين الشريفين، ونسخة مصورة من المصحف العثماني الذي كتب في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه. باب المسجد النبوي أما قاعة المسجد النبوي فأشار إلى أنها تضم بابًا من الأبواب الرئيسة للمسجد النبوي يعود تاريخه للتوسعة السعودية الأولى عام ١٣٧٣هـ، وهلال المئذنة الرئيسة في المسجد النبوي يعود تاريخه لأوائل القرن الرابع عشر، وساعة قديمة يعود تاريخها لعام ١٢٧٧هـ. بئر زمزم وذكر أن قاعة بئر زمزم تضم رقبة بئر زمزم بطوقها وغطائها وبكرة لرفع ماء زمزم يعود تاريخها لأواخر القرن الرابع عشر، وسطل من النحاس مؤرخ عام ١٢٩٩هـ، كان موجودًا في بئر زمزم، إلى جانب مزولة شمسية لتحديد أوقات الصلوات قبل طباعة ونشر التقويم الهجري كانت على سطح مبنى بئر زمزم مؤرخة في عام ١٠٢٣هــ، فضلا عن ساعة أمر بشرائها جلالة المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه-. عهد عبدالله بن الزبير وألمح إلى أن وجود أحد الأعمدة الثلاثة التي كانت داخل الكعبة المشرفة ويرجع تاريخها إلى عمارة الكعبة المشرفة في عهد عبدالله بن الزبير بن العوام رضي الله عنهما عام ٦٥هـ، وتم استبدالها بالترميم الأخير للكعبة المشرفة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- في عام ١٤١٧هـ، ويتكون العمود من قاعدة مربعة الشكل قوام زخرفتها وريدات وفروع وأوراق نباتية تتكرر بكامل القاعدة، أما التاج فيأخذ أعلاه شكلاً مربعًا ومن أسفله دائري الشكل وما بينهما شغلت بأشكال المقرنصات ويبدو أن هذا التاج يرجع لعمارة الكعبة المشرفة في عام ١٠٤٥هـ ، كما يوجد بجانب العمود القاعدة الحجرية التي كانت تحمل العمود داخل الكعبة المشرفة والتي يرجع تاريخها أيضا لعام ٦٥هـ ، والعمود بقاعدته والتاج وكذلك القاعدة الحجرية معروضة في قاعة الكعبة المشرفة. سلم الكعبة ومضى بقوله: «يضم المعرض سلم الكعبة المشرفة، الذي يتكون من إحدى عشرة درجة يحف بها من الجانبين درابزين يتكون من الحشوات المستطيلة الشكل الرأسية الوضع قوام زخرفتها فروع وأوراق ووريدات مرسومة بأسلوب الباروك والركوكو». وعن واجهة السلم فبين أنه يزينها عقد نصف دائري زخرف من أعلاه بأشكال زخرفية نباتية وهندسية كما زينت زوايا السلم من أعلاها بأشكال رمانات قوام زخرفتها زخرفة قشور السمك، ويعتمد هذا السلم على عجلات من الحديد ويعد من أهم التحف الخاصة بالكعبة المشرفة لثرائه الزخرفي وكبر حجمه حيث يبلغ طوله أربعة أمتار وثمانين سنتيمترا وعرضه متران ويعود تاريخه إلى عام ١٢٤٠هــ. توسعة واستطرد بقوله: «تم توجيه معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس بضرورة توسعة المعرض بما يحاكي مكانة الحرمين الشريفين، وتم ولله الحمد الانتهاء من أربع أفكار تصميمية تم عرضها على معاليه وكان له بعض الملاحظات والإضافات جاري العمل عليها، كما لتوجيهه -حفظه الله- بأن يحصل كل زائر للمعرض على هدية قيمة كذكرى جميلة ونشرة دعوية وبالتالي تتحقق رسالة المعرض الثقافية والتوعوية. معرض متنقل وأفاد أنه نبعت فكرة لمعالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس عن عمل معرض متنقل لجميع دول العالم لإظهار مكانة الحرمين الشريفين لدى عموم المسلمين ولتحقيق رسالة دعوية صادقة من خلال عرض صور ومجسمات تحكي تطور عمارة الحرمين الشريفين، كما يتم من خلال هذه المعارض إبراز جهود الدولة أيدها الله في توسعة الحرمين الشريفين وعمارتهما. المزيد من الصور :