×
محافظة المنطقة الشرقية

دراسة بريطانية: سرطان الرئة يظل “خاملا” 20 عاما قبل انتشاره

صورة الخبر

لم يترك خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز منفذاً للإرهاب إلا وسعى لإغلاقه، ولبلوغ هذه المرحلة وتحصين المملكة والمنطقة بأسرها من هذه الثغرات كان لا بد من الشفافية، التي تجلّت بحديث من الأب لأبنائه في ثلاثة خطابات وجّهها للشعب السعودي في فترة زمنية قصيرة، الأول في يوليو (تموز)، والثاني مطلع شهر آب (أغسطس) الماضي، والثالث بعدها بيومين لدى استقباله مسؤولي الدولة وأعيانها، ولعل الخطاب الثالث كان الأكثر صدى، إذ صاحبته ردود فعل على مستوى الشارع السعودي، بل وحتى العربي والعالمي، فكانت المرة الأولى التي يتم فيها انتقاد العلماء، لا سيما عندما قال لهم بصراحته المعهودة: «فيكم صمت»، وأتبعها بقوله: «فيكم كسل». المتتبع للخطابات الثلاثة لا يستعصي عليه استيعاب أنها تدور حول محور واحد، وهو خطر الجماعات التي ترتدي عباءة الإسلام، لذلك كانت الدعوة صريحة وواضحة مسّت أطياف المجتمع، بيد أن التصدي لتلك العباءة لا يمكن له أن ينجح ما لم يتدخل العلماء لمواجهة الفكر بالفكر والحجة بالحجة، لاسيما التصدي لما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، والذي يرتكب أبشع الجرائم باسم الإسلام، ويفاخر ببث جرائمه، وهو ما دفع خادم الحرمين لاستنكار تلك التصرفات، عندما قال: «كيف يذبح إنسان آخر كالغنم؟». كلمة خادم الحرمين التي وجّهها للعلماء تضمنت الكثير من المعاني، لكنها في المجمل تتحدث صراحة عن خطر التيارات الإسلامية المتطرفة، وتوضح أن الفكر المتطرف بحاجة إلى فكر معتدل قادر على التصدي له، بخلاف أن المرحلة الحالية لم تعد تقتصر على كيل الاتهامات ضد العلماء السعوديين من خارج الحدود، بل تعاظمت مع صعود التيارات المتطرفة، وتجاوزتها لتهديد أمن المملكة والمنطقة بأسرها، وبالتالي فإن المرحلة الحالية لا يكفيها السلاح، بل بحاجة إلى الفكر والمنطق لمحاصرتها. إلا أن ردود الفعل على كلمة الملك عبدالله، وإن كانت تميزت بالحماسة، لكنها لم تصل حتى الآن إلى درجة «الجديّة» التي كانت عليها الكلمة ذاتها، ولا حجم الأخطار المحدقة بالمنطقة، بخلاف أنه لم يتضح حتى الآن آلية معينة، أو جهود تبذل في شكل مكثّف بخلاف المفتي العام للمملكة وعدد من كبار المشايخ، بينما لا تزال الرؤية ضبابية لدى عدد آخر من المشايخ والدعاة ممن يميل فكرهم إلى بعض الأحزاب التي حظرتها المملكة أخيراً، إذ لا يزال بعضهم على الوتيرة ذاتها التي حذّر منها خادم الحرمين وحض على النهوض منها، فيما البعض الآخر تناول تلك الكلمة على أنها خشية من «داعش» أو خطره، ولا يوجد ما يعيب في ذلك، فما يقوم به «داعش» لا يدع مجالاً للتساهل أو التصدي له، بخلاف أن «داعش» وتنظيمات أخرى تمكّنت من استغلال وسائل التواصل الاجتماعي والنساء وكل السبل المتوافرة أمامها لتجنيد الشبان والتغرير بهم، ولاشك في أنهم نجحوا حتى الآن بالتغرير بكثير من الشبان الذين وجدوا أنفسهم أدوات بأيدي مرتزقة أو متطرفين يعملون على مصالحهم الشخصية. كلمة خادم الحرمين كانت واضحة ومباشرة، لا تترك منطقة وسط، فإما أن نكون علماء ومفكرين نساء وأطفالاً شيباً وشباباً ضد هذا التطرف، وإما أن نكون داعمين له، والصمت لاسيما من العلماء خشية من تلك التنظيمات أو تعاطفاً معها أو تحسباً من تأويل مواقفهم هو بلا شك دعم لذلك التطرف.