في مواسم الحج تتوالى النجاحات التنظيمية ولله الحمد والمنة، ورغم التحديات الأمنية والمستجدات السياسية وظروف انتشار الأوبئة؛ تستمر المملكة في استقبال ملايين من ضيوف الرحمن بحفاوة، تفوجهم بسلاسة وتودعهم برحابة، وفي كل موسم حج نحن على موعد مع ملاحم بطولية لرجال أمننا ومواقفهم النبيلة التي تتجاوز الدور الأمني، فتجعلهم في صدارة المشهد العظيم بإنسانيتهم العميقة، نقل لنا الإعلام الجديد بأجهزته الذكية وقنواته الشخصية شيئًا منها وفاته الكثير دون أدنى شك. صور هذا الموسم كحال سابقاتها في المواسم الماضية لم يضعها مؤلف من بنات خياله، ولم يكتبها كاتب سيناريو، ولم يرتبها مخرج سينمائي، بل وصفتها الإنسانية ورتبها النبل والتقطتها عدسات الإحساس المنصف، لتهدي الإنسان في كل مكان صورة لإنسانيته، وتعرفه بنفسه وما أودعه الله فيه من قيم وجمال، فيراجع نفسه ويزيل ما يغشى إنسانيته ويخفي رقتها وعطفها وسموها. صور رجال الأمن في الحج يجب أن تستثمر مؤسساتيًا وفرديًا بأفضل صورة لغايات عدة، كتصحيح صورتنا الذهنية التي يسيء لها المراهقون فيما ينشرون على شبكة الانترنت ومواقع التواصل من تصرفات حمقاء تحسب علينا بدلالة المصدر، وتستثمر في إنتاج ألبوم تاريخي لملاحم الأمن في مواسم الحج، ويجب أن تدرج ضمن المناهج الدراسية وأن تنشر في المطارات والطائرات والشوارع والمجمعات التجارية وأن تطبع على سلع مختلفة وتروج قدر ما يمكننا أن نفعل، فرجال أمننا لم يكونوا فقط لحظة التنوير في قصة الأمان الطويلة، بل هم صمام أمان موسم الحج بحساسيته ذات الأبعاد المتعددة، التي تتطلب مقومات فريدة لا يؤتى الجمع بينها لأي أحد، الحزم والرحمة، الحذر والكرم، التنظيم والترحيب، سعة الصدر وشدة الحر، الإيثار والزحام، لكنهم رجال أمننا البواسل الذي نفخر بهم في كل موقف ونبرز صورهم بفخر ونعلقها على مشاجب الصدر. فخورون برجل أمن يحمل حاجًا مسنًا، وآخر يحتضن طفلا ضائعًا، وثالث يرش المياه على الحجاج ليلطف عليهم حرارة الطقس وشدة الزحام، ورابع وعاشر ولا نهاية. نهنئ مقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي العهد بنجاح الموسم العظيم ولجنة الحج العليا ممثلة برئيسها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية ولجنة الحج المركزية ممثلة برئيسها صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة، ووزراءنا معالي وزير الحج ومعالي وزير الصحة وكل من ساهم في إنجاح الموسم، وإعلاميينا الراصدين المتابعين والمرافقين للحجاج في كل شعيرة، وشباب الجهات التطوعية الذين لا يدفعهم إلا النبل واستشعار المسؤولية الإنسانية والدينية والوطنية لخدمة ضيوف الرحمن. تقبل الرحمن من قاصدي بيته حجتهم، وغفر لنا ولهم، وأعادهم لديارهم بفريضة بريئة من الزلل، وأجساد سالمة من العلل، وأرواح منقاة من كل ذنب. @511_QaharYazeed lolo.alamro@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (71) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain