×
محافظة المدينة المنورة

دعوة لتعزيز الخدمات الاقتصادية ومراقبة الأسعار بمركزية المدينة

صورة الخبر

عندما كنت طالبا بثانوية يوسف بن عيسى، وهي من المدارس المرموقة في الكويت، حصل ذات يوم خلاف بين مدرس عربي الجنسية سريع الغضب وطالب متنمر حاد الطباع، انتهى بتبادل اللكمات داخل الفصل قبل أن يتم طرد الطالب إلى خارج أسوار المدرسة! لم يكن ذلك الاشتباك الأول من نوعه في المدارس الثانوية، فالخلافات بين المعلمين والطلاب في تلك المرحلة الدراسية واردة، خاصة مع تأثير أحاسيس الرجولة المتفجرة عند بعض الطلاب المراهقين، لكن ما لم يكن طبيعيا هو أن الطالب المطرود عاد بعد ساعة واحدة ليقتحم الفصل وهو يحمل بندقية «شوزن» قصيرة ليصوبها على المعلم في لحظات مرعبة حبست أنفاس كل من حضر المشهد! انتهى الأمر بسلام، لكن الموقف بقي عالقا في ذهني لزمن طويل، والأكيد إلى الأبد في ذهن المعلم الذي لابد أنه أدرك أن لا شيء في المسؤولية التعليمية التربوية يساوي حياته، اليوم عاد المشهد يسيطر على تفكيري بعد أن قرأت أن معلما سعوديا قتل داخل مدرسته على يد طالب وجه له عدة طعنات نافذة تسببت بجرح نازف أدى للوفاة! لا أدري ما الذي جعل مكانة وهيبة المعلم تتدنى حتى أصبحت حياته على المحك لا مجرد كرامته وحسب؟! لكن الأمر متصل بحالة المجتمع المتقهقر الذي اهتزت العديد من قيمه المتوارثة، وأهمها احترام الصغير للكبير، حتى أصبحنا نرى صغارا يتطاولون على كبار السن لفظيا وبدنيا دون أي احترام لهيبة السنين.. والقادم أمر!.