توقع محللون عسكريون في لبنان استمرار المواجهات بين مقاتلي جبهة النصرة وميليشيات حزب الله في المستقبل القريب، على غرار ما شهدته بلدة بريتال أول من أمس، عندما هاجم مئات المقاتلين مواقع حزب الله، مما أدى إلى مقتل 10 من مسلحي الحزب وإصابة 25 آخرين. وحذر المحللون من الآثار السالبة التي يمكن أن تنجم عن استمرار هذه المواجهات، مشيرين إلى أن تدخل الحزب الطائفي في سورية وقتاله إلى جانب قوات نظام الأسد هو الذي جلب التنظيمات المتطرفة إلى لبنان، ووصفوا هذا التدخل بأنه جعل لبنان "قطعة مغنطيس تجذب المتطرفين". كما رفضوا ادعاءات الحزب بأنه لولا قتاله إلى جانب النظام السوري لكان المتشددون يتسابقون نحو بيروت، ووصفوا هذا الادعاء بأنه "أسطوانة مشروخة". ويقول الخبير الاستراتيجي والمحلل العسكري العميد المتقاعد نزار عبدالقادر في تصريح إلى "الوطن": "المواجهات بين المعارضة المسلحة الموجودة في القلمون وقواعد حزب الله على الحدود مع سورية، مرشحة للاستمرار، فهناك عمليات ثأر متبادلة بين الطرفين بدأت، قد تأخذ طابع الحرب العبثية، فكلما وجد فريق الفرصة سانحة للإيقاع بالآخر سيقوم بذلك". ولم يستبعد عبدالقادر وقوع عمليات إرهابية في بيروت أو في مناطق أخرى بواسطة خلايا تجند من بين اللاجئين السوريين وبعض اللبنانيين". ورفض عبدالقادر ادعاءات حزب الله بأنه يدافع عن الأراضي اللبنانية ضد المتطرفين، قائلاً "بحسب القانون والدستور والسيادة الوطنية يجب أن يكون الجيش هو المكلف بالدفاع عن الحدود. كما أن حزب الله لا يدافع حالياً عن الحدود، بل يدافع عن البيئة الحاضنة له. فهل رأيناه يدافع عن الحدود في مناطق راشيا أم جبل الشيخ أو في مناطق عكار وصولاً إلى البحر؟ فهو في الحقيقة يدافع عن البيئة الحاضنة له، وعن القرى الشيعية الموجودة في البقاع الشرقي التي يستمد منها قوته"، واعتبر أن "تدخل الحزب في الحرب السورية جعل من لبنان قطعة مغناطيس تشد إليها كل المتطرفين". من جانبه، قال الناشط وأستاذ العلوم السياسية أسامة خازن في تصريحات إلى "الوطن" "مسؤولو حزب الله أصبحوا يكررون أسطواناتهم المشروخة التي مل اللبنانيون سماعها، من أنهم خط الدفاع الأول في لبنان ضد التطرف، وحائط الصد الذي يمنع دخول المتشددين والإرهابيين إلى البلاد، وهي ذرائع وهمية وأقوال كاذبة، ونقول لهم إن السبب الرئيس في ما يشهده لبنان حالياً هو تدخلهم غير المبرر في الشأن السوري وانحيازهم إلى جانب نظام الرئيس بشار الأسد، وإذا كانوا فعلاً يريدون حماية البلاد وتجنيبها شرور التعرض للإرهاب، فعليهم سحب قواتهم من سورية فوراً والالتزام فوراً بالسياسة التي أعلنتها الحكومة بالنأي بالنفس عن الشأن السوري، و"إعلان بعبدا"، وعند ذلك سنرى جميعاً أن سائر الأراضي اللبنانية باتت بمنأى عن الإرهاب والتطرف". في غضون ذلك، قلل مستشار رئيس حزب "القوات اللبنانية" العميد المتقاعد وهبي قاطيشا من ادعاءات إيران عزمها تقديم أسلحة للجيش اللبناني، وقال في تصريحات صحفية "توقيت الهبة الإيرانية تشوبه علامات استفهام كبيرة، إذ يمكن ترجمتها على أنها محاولة للالتفاف على الهبة السعودية للجيش اللبناني التي بلغت حتى الآن 4 مليارات دولار أميركي. وإذا كانت طهران تحرص فعلا على دعم الجيش اللبناني في مواجهته للإرهاب فعليها أن تقدم هبة نقدية للجيش تمكنه من اختيار ما يريده من الأسلحة التي تتناسب وعقيدته القتالية. أو أن تقوم بتسليم سلاحها الموجود في مخازن حزب الله للمؤسسة العسكرية، بما يسمح لها وللحكومة اللبنانية باستعادة قرار الحرب والسلم".