يارا فنانة شابة تمثّل شريحة واسعة من جيل السيّدات الشابات في العالم العربي. غيابها عن الساحة الفنية وعدم إصدارها لأي عمل جديد يعود لتأثّرها النفسي بالأوضاع الأمنية، علماً أنها كانت تطرح أعمالاً منفردة. وعودتها للساحة الفنية اللبنانية، ستبدأ من ألبومها المنتظر طرحه قريباً ويتضمّن أغنيات لبنانية ومصرية. في الحملة الطبيّة للوقاية من مرض سرطان الثدي التي تقيمها «سيدتي» سنوياً، تمّ اختيار الفنانة يارا لتحتلّ غلافها وتؤيّد شعار هذه الحملة. من جهتها، لم تتردّد يارا لحظة في التعاون مع "سيدتي" بتأييد هذه الحملة والتي اعتبرت المشاركة فيها واجباً عليها. مرض سرطان الثدي عبارة تحمل مباشرة لمن يسمعها شعوراً تتضارب فيه كل الأحاسيس. يارا عند سماعك بمرض سرطان الثدي، ما هو الشعور الذي ينتابك؟ ردّت يارا وقد انتابتها للحظة حالة من الخوف قائلة: «ربي ينجّينا ويبعد عنا كل الأمراض. حقيقة، أسعى دوماً إلى عدم التداول باسم هذا المرض في ذهني ولا حتى في البيت ولا في الجلسات العائلية، ليس خوفاً من ذكر اسمه إنما ضعف مني حيال هذا المرض، لكن عندما أسمع باسمه أصلّي لربي وقاية منه». هل يوجد في عائلتك أحد لا سمح الله مصاب بهذا المرض؟ لا الحمدلله. الله يبعده عنا وعن كل الناس. كيف تقي يارا نفسها من هذا المرض؟ لا أعيش هاجس هذا المرض، لكنني أذهب أنا ووالدتي وأختي لإجراء الفحوصات اللازمة تحسّباً ووقاية منه كونه مرضاً خبيثاً يصيب أي سيّدة بلا إنذار. لذلك، أنا حريصة دوماً على إجراء الفحوصات اللازمة وخاصة لوالدتي أطال الله بعمرها. ودائماً أصرّ على قريباتي لإجراء الفحوصات الدورية وزيارة الطبيب المختصّ فقط من باب الاطمئنان. لو لا سمح الله أُصيبت يارا بهذا المرض وأنت فنانة، كيف تواجهينه وهل تعلنين عنه إعلامياً؟ «الله لا يجرّبنا». أنا إنسانة مؤمنة، فبالصلاة والصبر سأعمل على مواجهته. أعلن عن إصابتي به إعلامياً؟ (مردّدة السؤال بصوت منخفض). ثم قالت: «في البداية لا، لأنني سأكون مصدومة ومنزوية عن الناس، لكن إذا تطوّر المرض وزاد عن حدّه حينها لا بدّ من إعلاني عنه». هل تعمل يارا على القيام بفحص ذاتي كالتحسّس على صدرها لمعرفة إن كانت هناك علامات تدلّ على الإصابة بالمرض؟ لا حقيقة لم أجرّب ذلك. ولم أفكّر بهذا الأمر من قبل. هكذا أطّلع على المرض هل تحاولين الاطّلاع طبياً على هذا المرض ومعرفة حيثيّاته؟ عند قيامي بإجراء الفحوصات السنوية أسال الطبيب عن كل المعلومات المتعلّقة بمرض سرطان الثدي، وأكوّن لنفسي فكرة وافية للوقاية منه. إضافة إلى متابعتي لكل ما يكتب وما قد يكتشفه العلم في ما يخصّ العلاج والوقاية منه. هل تقومين بزيارة لمركز مرضى السرطان؟ أكيد. هذا واجب عليّ، فزيارة مركز السرطان ضرورة أولاً كي أتعرّف على هذه الشريحة من الناس ولكي أعطيهم الأمل والوقوف معهم، ثانياً للتقرّب منهم كي أتعلّم من قوّتهم وإيمانهم في مواجهة هذا المرض. حقيقة، المصابون بهذا المرض هم أقوى منّا كأصحّاء بعزيمتهم وإرادتهم في القضاء على هذا المرض. برأيك ما المسبّبات الرئيسية الواجب على المرأة الابتعاد عنها لوقاية نفسها من هذا المرض؟ الحالة النفسية والتوتر هما السببان الرئيسيان لكل الأمراض وكذلك نوعية الأكل. يجب الابتعاد عن الوجبات السريعة واعتماد الطعام الصحي. هذه المتغيّرات في الحياة تؤثّر بشكل واضح على الصحة. لذلك، يجب العودة إلى الحياة التي عاشها أجدادنا واعتمدوا فيها على المأكولات الطبيعية من الأرض. لكن أنتم الفنانون قادرون على تجنّب الهموم والابتعاد عمّا يعكّر صفو حياتكم؟ من قال لك ذلك؟ تقصدين ذلك كوننا نملك المال؟ فالمال ليس كل شيء في الحياة إنما راحة البال أهم منه. فنحن الفنانون رزقنا على أصواتنا والهموم والتوتر عاملان مؤثّران على صحة الصوت. عمليات التجميل وسرطان الثدي هل عمليات تجميل الصدر تتسبّب برأيك بالإصابة بسرطان الثدي؟ أنا لم أجرِ هذه العملية، ولم أسمع بأنّ لها علاقة مباشرة بالمرض. فهناك العديد من النساء اللواتي أجرين هذه العملية ولم يصبن بمرض سرطان الثدي. ماذا تنصحين المرأة وما هي رسالتك لها في مناسبة الحملة السنوية للوقاية من سرطان الثدي؟ بالتأكيد أنصحها بالمواظبة على زيارة الطبيب المختص وإجراء الفحوصات اللازمة مرّتين في السنة لوقاية نفسها والكشف المبكر عن هذا المرض، وأن تصلّي دائماً لأن الإيمان هو الخلاص من كل المشاكل. تقصّدت الابتعاد يارا لماذا هذا البعد الفني والإعلامي، ألا تخافين أن ينساك الجمهور؟ لا، الحمدلله الجمهور لم ينسني وأنا تقصّدت الابتعاد إعلامياً لحين صدور ألبومي، لكن كنت أطرح أغنيات منفردة من وقت لآخر. لم أغب كلياً، فالأوضاع الأمنية هي السبب الرئيسي لتأخّر طرحي للألبوم وابتعادي عن الأضواء. اليوم كما تردّد تعودين بألبوم باللهجتين اللبنانية والمصرية يتضمّن إحدى عشرة أغنية، 9 أغانٍ لبنانية وأغنيتان مصريتان من ألحان طارق أبو جودة وجان ماري رياشي. لماذا تعودين إلى الأغنية اللبنانية بقوّة؟ هذا الألبوم يشبهني في نصوصه وألحانه. أحببت أن أركّز من خلاله على الأغنيات اللبنانية بعدما قدّمت واهتممت أكثر بالأغنية الخليجية. وحقيقة، الساحة اللبنانية هي الانطلاقة الكبرى لكل نجم. فنجوم لبنان بدأوا من لبنان ثم إلى الخليج. هل استمعت إلى ألبوميّ إليسا ونانسي عجرم الأخيرين؟ لا، لكنني سمعت لإليسا أغنية «يا مرايتي» وهي «حلوة كتير» (جميلة جداً) وتتكلّم بلسان كل الناس، وكذلك أغنية «لو». وسمعت أغنية نانسي «ما تيجي هنا»، كما شاهدت الـ «كليب» الخاص بها، «حلو الكليب» و«مهضومة» الأغنية. كواليس -أثناء تحضير يارا نفسها لتصوير الغلاف الخاص بحملة «سيدتي» للوقاية من مرض سرطان الثدي تساءلت: لماذا اللون الزهري هو شعار هذه الحملة؟ مضيفة، أحب هذا اللون كثيراً ويليق جداً على بشرتي. -تكلّمت يارا عن «سيدتي» قائلة: «سيدتي» هي المجلة الأحبّ إلى قلبي ولا أرفض لها طلباً، ولاسيما أنها تقوم دائماً بحملات طبية وحملات تبرّع. وهذا النشاط حقيقة تُشكر عليه». - علمت «سيدتي» أنها ستكون في الحلقة الأولى مع المذيع عادل كرم في برنامجه «هيدا حكي» في موسمه الجديد. أثناء التحضيرات لتصوير الغلاف -علّقت يارا على أخصائية التجميل نادرة الشاب من مركز «فادي قطايا للتجميل» قائلة لها: «أنا أرتاح وأطمئن عندما تقومين أنت بوضع الماكياج على وجهي لأنك من أمهر أخصائيي التجميل ولك باع طويل معي». فردّت نادرة قائلة: «أنا دائماً أقول إن أجمل بشرة وضعت الماكياج عليها هي بشرة يارا. حقيقة بشرتك تشبه بشرة طفلة صغيرة». -انتظرت يارا وصول مصفّف الشعر سامر الحافي من صالون «باتشي اند لوتشي» رغم تأخّره عن الموعد، دون تأفّف أو غضب. ولحظة وصوله قالت يارا: «لقد تعرّفت على سامر في أبو ظبي، وأعجبني جداً. ومن حينها قرّرت أن يرافقني في حفلاتي». ونظرت إليه قائلة: «يكفي أنه جميل الشكل وشاطر». -لم يستغرق تصوير الغلاف مع يارا في استوديو شربل بو منصور أكثر من ساعتين بين التحضير والتصوير. وهذا يعود لسهولة التعامل مع يارا الفنانة والإنسانة، فهي لا تتأفّف ولا تغضب إنما متعاونة جداً. فاستغرق ماكياجها وتسريحة شعرها ساعة واحدة.