×
محافظة المنطقة الشرقية

الجاسم: نسعى لطمأنة الشارع الرياضي

صورة الخبر

هذه هي زيارتي الأولى إلى مسقط، العاصمة العمانية التي وصفها المرحوم الدكتور غازي القصيبي، بالسمراء في قصيدة الجسر. وهي فعلا سمراء (حلوة) وهادئة وبطيئة جدا في مشيتها. كأنها تتحين فرصا لم تأت بعد أو أنها أتت ولم تعجبها أو لم تكتمل. في هذه المدينة، غير كل مدن الخليج، كثير من الصمت وقليل من الكلام، حتى (الكلام) التنموي الذي تتسابق إليه الآن الرياض ودبي والدوحة. لا تريد مسقط فيما يبدو أن تماثل أو تنافس شقيقاتها، فهي مكتفية بنفسها وبطموحاتها المحسوبة الوئيدة. وأبرز وأجمل ما في هذه المدينة سوقها الشعبي الذي يمثل متاهة من الطرقات والأزقة الضيقة التي تتطلب انتباها خاصا لكي تعود من حيث أتيت. أما باعة هذه السوق فهم، كما هو الحال في كل دول الخليج الآن، من الهنود الشطار الذين يبيعون الحرير الكشميري والخواتم والقلائد واللبان المعروف، والعمائم العمانية الخاصة الشهيرة. أما الإنسان العماني فهو من أطيب الناس وأرقهم حديثا وعشرة، حيث يمكن أن يكون صديقك بعد خمس دقائق من اللقاء ويعزمك في بيته ويلح على العزيمة إلى درجة يصعب معها التخلص من إلحاحه وكرمه. وهو، أيضا، في طريقه، مثل كل الخليجيين، إلى الانقراض من كثير من المهن التي تركها للأجانب المتزاحمين على الفرص والإمكانيات الجديدة هناك. ومن أهم ما سجلته في هذه الزيارة، بشكل عام، أن لدى عمان الدولة إمكانيات سياحية لم تستغل بعد لتكون من مصادر الدخل الكبيرة والثابتة. وهي إمكانيات طبيعية شبهتها لأصدقائي العمانيين الجدد بإمكانيات لبنان: البحر والجبل والخضرة.. والانفتاح. وتفوق عمان لبنان في التواضع والسماحة والتوافق الوطني الواضح والمحسوم. بإمكان العمانيين أن يقتطعوا حصة أكبر من سياحة السعوديين والخليجيين بشرط أن ترتفع في البلد وتائر الاستثمار السياحي من تجارهم وتجار الخليج ذاته. وأظن أن لديهم شيئا من ذلك لكنه لا يكفي أو أن هناك حذرا في تسريع عجلة هذا الاستثمار. كل عام والعمانيون بخير.