×
محافظة المنطقة الشرقية

تعديلاً جديدًا في نظام العمل تُساهم في رفع كفاءَة بيئة العمل وتنظم العلاقة بين أطرافه

صورة الخبر

إن ما يحدث هذه الأيام في وطننا العربي الكبير من صراعات ذهب ضحيتها قتلًا وتشريدًا وتجويعًا مئات الآلاف من أبناء وطننا العربي شيء يحزن الفؤاد ويدمي القلب لبشاعته وشدة ألمه ودرجة جرمه ومنتهى هوانه عند مرتكبيه، ولعل الأكثر إيلامًا أن عمليات القتل والهدم والتخريب والتجويع والتشريد لا تزال قائمة بل وتتنامى يومًا بعد آخر، ولعل المتتبع لأسباب ذلك التشرذم والتناحر والتنافر بين أبناء الوطن العربي لا يجد له سببًا إلا ما نهى عنه سيّد البرية ومنقذ البشرية سيّدنا وحبيبنا محمد صلي الله عليه وسلم حين قال: (دعوها فإنها منتنة)، والمقصود بالمنهي عنه هنا هي تلك السجية الجاهلية الممقوتة (العصبية القبلية والمذهبية والطائفية والفئوية) التي نهى عنها كتاب الله الكريم في قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ"، وشدد على النهي عنها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مواطن عدة، ووصفها بالنتانة لقبح ما يترتب عليها من النواتج المهلكة، ولعل المؤسف والمبكي أن من يحرص على تأجيجها وإثارتها هم بعض رجال السياسة والدعاة والمثقفين، حيث نجدهم يمارسون مختلف السبل المتاحة إما لجهل بعضهم المدقع ببشاعة ما سيترتب عليها أو لمصالح شخصية أو طائفية دنيئة لا تخدم إلا فئة محددة، ثم كان الأكثر إيلامًا أن ألد الأعداء قد استثمرها خير استثمار، فزادوا من تأجيجها، وهيّأوا له السبل ومهّدوها وغذّوا منابعها بكل ما يستطيعون وأتقنوا التخطيط لذلك بحنكة ودهاء لتطويع مساراتها بهدف استثمار ثروات وطننا العربي والاستيلاء على مقدراته، وقد كان لهم ذلك من خلف الستار، ويقيني أن ذلك الحال المقيت لو استمر فسيكون هذا الاستثمار أمام العيون، ولعل الحال الذي أصبح عليه وطننا العربي من تفكك وتشرذم وتناحر بسبب تلك العصبية الممقوتة يؤكد تلك النتيجة غير المحمودة، حيث أصبحت الدولة العربية الواحدة منقسمة إلى فئات طبقية أو مذهبية أو طائفية وكل فئة منها اتخذت الأخرى عدوًا تُحاربه بحجة حماية الدين وامتلاك الحقيقة، وتناسى الجميع أن الله سبحانه وتعالى أعلم بما في الصدور، وأن التقوى التي مكانها القلب لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى، وأن الله قد نهى عن القتل والإفساد في الأرض كما في قوله تعالى: (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا)، فكيف بمن يقتل مئات الآلاف من إخوانهم المسلمين بحجة حماية الدين، والله من وراء القصد.