يعد حارس مرمى الفريق الأول لكرة القدم في نادي الاتحاد، الدولي فواز القرني من الحراس القلائل في الكرة السعودية، الذين تدرجوا في الفئات السنية لأنديتهم، وصولا إلى الفريق الأول وهو لم يتجاوز سن الـ21 عاما.وجرت العادة في معظم أنديتنا بأن لا تعطى الثقة في أكثر مراكز الفريق حساسية إلا بعد أن يكون الحارس قد صادق دكة البدلاء لسنوات خلف الحارس الأساسي الأكثر خبرة وثقة لدى الأجهزة الفنية والجماهير، إلا أن ظروفا مواتية في مسيرته مع نادي الاتحاد لعبت دورا كبيرا صب في مصلحة القرني، وساعدت على منحه الفرصة، التي عض عليها بكل قوة واستثمرها بشكل كامل، حتى أضحى الحارس الأول لمرمى عميد الأندية السعودية دون منازع وهو لا زال يافعا. رحيل حراس العميد أبرز تلك الظروف رحيل جيل كامل من حراس مرمى الفريق، بداية من الحارس المخضرم تيسير آل نتيف، وانتهاء بالحارس الكبير مبروك زايد، الذي انقطع عن التدريبات بعد خلافه مع إدارة النادي، ليجد مدرب الفريق قبل موسمين، الإسباني خوسيه بينات نفسه مرغما على المجازفة بإشراك حارس مرمى فئة الشباب فواز القرني، الذي قدم مستويات جيدة في البداية مع بعض الأخطاء، التي كان من الممكن أن تقتل موهبته لدى الجماهير الاتحادية من البداية، إلا أن عدم وجود منافس جعل المدرب يصبر على حارسه الشاب حتى استطاع رد الجميل لمدربه وإدارة ناديه بقيادة الفريق في موسمه الأول إلى تحقيق لقب كأس خادم الحرمين الشريفين وهو الكأس الذي يعد من أبرز الكؤوس التي حققها نادي الاتحاد، نظرا لأنه جاء في ظروف صعبة جدا مر بها النادي. صك ملكية وكان ذلك الإنجاز بمثابة صك ملكية القرني لحراسة المرمى الاتحادي دون منازع، لتنطلق مسيرته ويصبح مصدر أمان للمدرج الاتحادي الذي كان متخوفا جدا على وضع حراسته، عقب رحيل جيل العمالقة في الحراسة الاتحادية حسن خليفة، حسين الصادق، تيسير آل نتيف، مبروك زايد. واعترافا بموهبته وإمكاناته فقد أصبح القرني الحارس الرسمي الثاني في قائمة الأخضر السعودية ويعد تهديدا حقيقيا للحارس الأساسي وليد عبدالله الذي يعرف جيدا حجم المنافسة مع هذا الحارس المنطلق في النجومية. بداية الانطلاقة وحول كيفية انضمام فواز القرني إلى صفوف العميد، ذكر المدرب الوطني في فئة المراحل السنية، محمد العبدلي، أن مدرسة البراعم في النادي، كانت تبحث بشكل جاد عن تكوين قاعدة لحراسة المرمى الاتحادية، وبتوصية من مدرب الحراس السوداني (حموري)، الذي تابعه في الأحياء، ليتم تسجيله في سن مبكرة، ولعب لمدة عام واحد في فريق البراعم ثم انطلق بعد ذلك متدرجا في الفئات السنية، حتى وصل إلى الفريق الأول، الذي خطفه من مرحلة الأولمبي، التي كان من الممكن أن يواصل تمثيلها، لكن الهدف والتخطيط يكون لإيصال اللاعب إلى صفوف الفريق الأول. مقومات الحارس المتكامل وعن الرأي الفني في فواز القرني تحدث مدرب الحراس البرازيلي ماريو، الذي أشرف على تدريب فواز عند انضمامه لصفوف الفريق الأول بقوله "القرني يملك مقومات حارس المرمى الجيد، من حيث الطول المناسب والبنية الجسمانية، وخفة الحركة، إضافة إلى نقطة مهمة وهي قابليته لاستيعاب توجيهات المدربين، وتطوير نفسه بشكل مستمر، وأبرز نقاط هذا التطوير حركته داخل منطقة الجزاء وعلى خط المرمى، التي تعد مهارة خاصة لا يجيدها كثير من الحراس، فقد تجد أحيانا حارسا يملك مواصفات مميزة كالطيران، والتصدي لكرات صعبة، لكنه لا يستطيع إيجاد استراتيجية خاصة لتحركاته والوقوف السليم، وقراءة لعب الخصم، وهي صفات تمنح حارس المرمى التفوق، وأرى أن فواز يتطور بشكل سريع في تلك المهارات من مباراة إلى أخرى".