بعد مقالة الأمس التي تحدثتُ فيها عن إنسانية رجال الأمن، كان لزاماً علي التأكيد على شرف وظائف الأمن كلها، ثمة من أراد التبخيس والتنقيص من مهام رجال الأمن من جنود وضباط وعساكر ومباحث، كل هذه الوظائف هي لصالح الإنسان ولخدمته. مر حين من الدهر كان الصوت العالي المتطرف والمتشدد يقدح بالوظيفة الأمنية وينتقص منها باعتبارها خطيئة بحق الإنسان، وينفّرون من الوظائف المحترمة والتي تؤسس لحماية هذا الكيان ولهذا الإنسان داخل البلاد وعلى الحدود. أثبتت الأحداث الجارية أن رجل الأمن لديه مهمة كبرى وجليلة سواء على الحدود أو في المناطق المزدحمة أو بؤر التوتر أو مواسم الحج! يلقى رجل الأمن في السعودية اهتماما منقطع النظير من قادته، أضرب مثلا بتفاعل الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز، أمير منطقة مكة المكرمة، مع الصورة التي نشرت لأحد جنود قوات الطوارئ الخاصة وهو يقوم بدور إنساني جميل تمثل في رش رؤوس الحجاج بالمياه، للتخفيف من تأثير درجات الحرارة وتخفيف المشقة، وقد لقي الجندي أول خليل عبدالله شوك من قوات الطوارئ كل التقدير لما قام به من عمل إنساني وذلك بحسب صحيفة سبق وهي التي تمتلك حقوق الصورة التي تم تداولها على نطاقٍ واسع وهي بكاميرا فايز الزيادي. الأمن في السعودية ليس هو الأمن في كوريا الشمالية أو الدول الطغيانية والاستبدادية، بل هو أمن إنساني لصالح المجتمع يقوم على حماية النظام والشخصية الإنسانية وتطبيق القوانين وله صلاحياته المعطاة من رمز السلطة ومن تكوين النظام. انتهى زمن انتقاص وظيفة رجل الأمن سواء كان عسكريا أو مباحثا، بل هي وظائف كلها تخدم الدولة والمجتمع ويحتسب الإنسان بها جزاء الدنيا والآخرة. نقلا عن عكاظ