×
محافظة المنطقة الشرقية

الفيصلي في بيان: متحيزون

صورة الخبر

لا أحد يمكنه أن ينكر أهمية الآثار في تدعيم السياحة ودورها المتمثل في كونها عامل جذب للسياح من مختلف الأجناس والفئات العمرية، غير أنه لا يمكن لأحد أن يتوقع أن الآثار وحدها قادرة على أن تنهض بذلك الدور إذا لم تكن هناك خدمات مساندة لها ومرافق قادرة على أن تحقق للسواح ما يتطلعون إليه من إثراء لتجربتهم في السفر يجمع لهم بين المتعة والفائدة العلمية والتثقيفية. لذلك لا يمكن للسائح الذي يزور الأهرام ــ على سبيل المثال ــ أن يتخيلها من دون المطاعم والمقاهي والفنادق التي تحيط بها، والمسرح الذي تنطلق منه تقنيات الصوت والضوء، وكذلك الخيول والعربات التي تتجول في السهول الرحبة حول الأهرام، وما يقال عن الأهرام يمكن أن يقال عن الأكروبوولس في أثينا، والمسرح اليوناني في جرش، والكولوزيوم في روما، ونوتردام في باريس. وعلينا إذا ما أردنا أن نستثمر الآثار في تدعيم السياحة أن ندرك أن السواح ليسوا علماء آثار يسعون من أقصى الأرض لكي يروا أثرا من الآثار، متحملين في ذلك عناء السفر ومتاعب التنقل، كما أن السواح ليسوا طلبة مدارس أو فرقا كشافة ممن يتم تعريضهم لبعض المشاق من التربية وتعليم الصبر، ذلك أن السائح في الأساس باحث عن الرفاهية والمتعة، وإذا لم يجد ذلك في زيارته لأي أثر من الآثار، فإنه غير مستعد أن يخسر ماله ووقته لمشاهدة مبنى متهالك أو نقش متآكل ثم يعود أدراجه إلى وطنه أو إلى حيث يقيم. إن علينا أن ندرك أن كثيرا من السواح يذهب إلى مناطق الآثار لكي يستمتع برؤيتها من على كرسي في مقهى أو من نافذة فندق يطل عليها أو عربة فارهة تمر به عبرها، على نحو يحول تلك الآثار إلى محور لجملة من الخدمات التي يتم تقديمها للسواح، بحيث لا يصبح من الممكن بعدها تحديد ما يستقطب السواح؛ هل هي الآثار نفسها أن الخدمات والمرافق التي تحيط بها.