×
محافظة المدينة المنورة

16 حافلة حج تعبر «الجسر» و100 ألف مسافر رابع أيام العيد

صورة الخبر

هم الأوغاد مثل دود مشرد، يخرجون من نتوءات الأرض، ينشرون الرعب والفزع والخرافة والخسارة والندم، سيرهم ليست باسلة، ولا يشبهون البياض، ولهم حبال من مسد، خلعوا ثياب العفة والطهارة والنقاء، ووضعوا عقولهم في صناديق الغباء، صاروا مثل تتر، بل أشد وأعتى من تتر، منذهلين بالزهو الذي يطاردهم، وبشهقات الجنون، وصيحات المنون، ينامون بين شعبتي من ظلام، ويتوسدون الحجر، أنهم ميليشيا دسائس، وأفواج موت، وفصائل خراب، وآفات عند، ورياح خذلان، ضلوا الطريق البهي، وغدوا إلى ممرات الظلام، حرقوا الأرض، وقطعوا الزرع، وخلعوا البياض عن البياض، زرعوا النار في قش الأمكنة، وأدمعوا العيون باليأس، وأكثروا من الحماقات العظيمة، واستباحوا الأرض والعرض، لم يعد الماء عندهم هو الماء، ولا الغزالة هي الغزالة، وحتى الرابية لم تعد عندهم رابية، ولا عطر الياسمين هو الياسمين، لا الشمس عندهم بتول، ولا خيوط المطر هي الخيوط، وحتى القمر لم يعد عندهم له بريق، أرواحهم بغيضة، وقلوبهم مثقوبة، وأجسادهم عليلة، واهنين بانتظار الفجيعة، لهم انغلاق وتحجر، لا يتعلمون ولا يتعظون، أعياهم الغباء، وتفاصيل البغض والجفاء، وتغشاهم العمى، وتكوروا على النفس حتى وصل ظلمهم مداه، أرضهم سواد، وشحوبهم شحوب، مكفهرين ولا يعرفون الضحك أو الابتسام، الفجيعة عندهم ترسم هالات الهشيم، السهوب الخضراء، وحقول القمح، ودوالي العنب، وحدائق الورد واللوز والتفاح والنهر وبحيرات البياض، لونوها بالرماد والسواد الكثيف، وأحالوها إلى مجرد حطام، ما عندهم يقين، متسربلين بالجنون والعنف الكثيف، برابرة يستحمون بالدم، يهوون قتل الأجنة في البطون، يجهضون الأحلام قبل أن تكتمل باليقين، حتى الطفولة يحاولون ذبحها ووأد أحلامها في مهدها، ماؤهم ملح، ليس حلو، مثل ماء البحر، هم سكاكين غدر، سهام نار، نبال سخط، رياح سموم مترعة بالجفاف، لكن حتماً سيندثر هؤلاء الطفيلات الذين يشبهون الفقاعات، وسيحل بهم الانهيار الكثيف، بعدها لن ينفعهم العشب الطويل، ولا السدر الكثيف، ولا الحجارة الكبيرة، ولا الحصى، ولا قطيع الخراف السمان، سيلملمون حالهم، وسيتراشقون بالكلام الطويل، وسيستعرضون الخسارة، وسيترقبون بوجل، بقلوب تضرب كالرعد، سيسربلهم الخوف، وسيتوجسون الممات، وسيغرقون في جب أحلامهم القاصرة، سيتذوّقون طعم الهزيمة، والانكسارات المهينة، وسيحاولون أن يفروا مثل برق، لكن حينها لا يمكنهم الفرار حينمايودون الفرار، لأنهم ببساطة مثل قبس ينطفئ عند أول ريح.