من منا لم يسمع بـ (طاقية الإخفاء) ؟!، إنها كانت أمنية وحلم تعاقبت عليها أجيال وأجيال، من قبل أن (يحفروا البحر)، مثلها مثل (بساط الريح)، غير أن أمنية (البساط) تحققت مع أوائل القرن العشرين، وها هي أمنية (الطاقية) تتحقق مع أوائل القرن الواحد والعشرين، و(الحبل على الجرار). فقد اكتشف العلماء في جامعة (روشستر) طريقة لإخفاء الأشياء الكبيرة من النظر إليها، وهم يقولون إن عمليات الإخفاء السابقة كانت معقدة وباهظة الثمن، ولم تكن قادرة على إخفاء أشياء ذات ثلاثة أبعاد. وخلال إجراء اختباراتهم أخفى الباحثون يدا ووجها ومسطرة، وجعلوها مخفية عن النظر تماما، في حين تظل الصور خلف الشيء المخفي مرئية وعندها تحقق خيال (هاري بوتر) مثلما أرادته الكاتبة (رولينغ). ويؤكد العلماء أن دلالات هذا الاكتشاف (لا نهاية لها)، لأنها سوف تتطور في المستقبل أكثر وأكثر. ومن سوء (الحظ العاثر) لتلك المرأة العاشقة في (بانكوك) أنها لم تحصل على تلك الطاقية -رغم أنها (قاب قوسين أو أدنى) منها-. وخلاصة قصتها المأساوية: أنها ارتبطت بعلاقة عاطفية مع زوج خائن، وقد استغل الزوج ذهاب زوجته الحامل إلى قريتها لولادة طفلهما، ولكنها عادت سريعا بعد أن أبلغتها إحدى جاراتها الوفيات والمفرقعات بأن زوجها يخونها. ففتحت عليهما باب الشقة، وما إن سمعت العاشقة صوت الباب وهو يفتح، حتى سارعت ركضا إلى الشرفة بقصد الاختفاء، غير أن قدم المسكينة زلت بها، فهوت من الطابق السابع وسقطت على الأرض جثة هامدة، وذهبت شهيدة العشق والهيام، وما كان أحوجها لتلك (الطاقية)، ولكن سبق السيف العذل. وقد ساهمت السينما المصرية قديما بذلك عندما أخرجت فيلما بالأبيض والأسود عنوانه (طاقية الإخفاء)، ولا أنسى أنني شاهدته عدة مرات، وكانت نفسي تتحرق شوقا للحصول عليها، لتحقيق بعض مآربي التي يعاقب عليها القانون، وها هي الآن حصلت، ولكن بعد إيه؟!، بعد أن انهد حيلي للأسف. وأكثر من سوف يستفيدون من هذا الاختراع (الكارثي) هم اللصوص وعشاق (أنصاص الليالي)، ولا أستبعد كذلك (الإرهابيين) وتجار السلاح والمخدرات. ولو أن الخيال ذهب بي بعيدا أكثر، فليس من المستبعد أن الجيوش كذلك سوف تحاول أن تخفي جنودها في ساحات القتال عن الأعداء، وقد يستخدم الأعداء نفس هذه الوسيلة. وعليكم أن تتصوروا أن جيشين (مخفيين) عن الأنظار يحاربان بعضهما البعض، فكيف إذا تكون المعركة؟! وطوال عمري المحدود كنت أكره الحروب، ولم يخطر ببالي ولا (واحد بالمليون) أن أحارب، ولكن لو أن هذه الطريقة قد طبقت، فلا شك أنني سوف أكون أول المتطوعين، أو (المنخرطين) الخراطين.