* في واحدةٍ من أسوأ السلوكياتِ المجتمعيةِ فكراً.. وخُلقاً... ومهنية الترويجُ للوهمِ والهلاميةِ.. فالشلليّة.. والمناطقيّة.. تدفعُ عديدَ الأشخاصِ إلى تبنّي إما شخصٍ.. أو فكرةٍ.. أو مؤسسةٍ ويسعون بكلِّ جهدِهم وطاقاتِهم إلى ترويجِها سواء بحقٍّ أو باطلٍ.. * وتزدادُ قتامة السلوكِ.. في اللجوءِ إلى الجوائزِ المشتراةِ.. أو الجوائزِ الخياليةِ.. فمن المعروفِ أنه راجتْ في أيامِنا هذِه اتصالاتُ مؤسساتٍ تدعي عالميتها تكونُ مسجلة إما في هذه الدولةِ الأوروبيةِ أو تلك الأمريكيةِ... وهدفُها تجاريُّ بحت... تسعى إلى بيعِ جوائزَ لمن يدفعُ أكثرَ.. * فالشركةُ الفلانية حصلتْ على جائزةِ الجودةِ العالميةِ.. ورئيسُ مجلسِ إدارةِ المؤسسةِ الفلانية حصلَ على جائزةِ أحسنِ رئيسٍ.. والثالثُ رئيسُ بلديةٍ أو أمينُ بلديةٍ حصلَ على جائزةِ أفضلِ رئيسِ بلديةٍ في العالمِ... * كان يمكنُ أن أقبلَ أنا شخصياً -وهنا لا أودُّ أن أجعلَ رأيي عامّاً- بأنَّ ما حدثَ إنما هو نتيجة صادقة لأفعالٍ حقيقيةٍ على أرضِ الواقعِ لكنَّ الواقعَ يشتكي حاله فرئيسُ البلديةِ الفائزُ.. مدينتُه تبكي من سوءِ حالِها.. وأهلُها وساكنوها يجأرون من تردِّي الخِدْمات... وزيارةٌ خاطفة - لو كانتْ الجوائز صادقة- من قبلِ لجنةِ الجائزةِ لأيٍّ من أحياءِ المدينةِ ستجعلُهم يستحون ويخجلون من أنفسِهم... لمجردِ التفكيرِ في منحِ الجائزةِ.. لهكذا حالٍ.. * ثم كان بودِّي -وهنا مرة أخرى أتحدثُ عن رأيٍ خاصٍ وليس عاماً- لو أن من يروِّجون لمثلِ هذه الأفعالِ كانوا من العامةِ وغير المتعلمين لكن أن يكونَ معظمُهم من أصحابِ الشهاداتِ العُليا.. وممن يشغلون مراكزَ هامةً وممن هم في واجهةِ المجتمعِ فهذه كارثة بكلِّ المعاييرِ.. لأنَّ انعكاساتِها السلبية على بُنية المجتمعِ وأبنائِه مدمِّرة.. فالزخمُ المعرفيُّ أو المجتمعيُّ أو الوظيفيُّ الذي يحملُه كلُّ واحدٍ منهم يجعل لآرائِهم رسوخاً مجتمعياً ضخماً يدفعُ إلى الإيمانِ بها وتبنِّيها من بقيةِ شرائحِ المجتمع.. وهذا مُنتهى الخداعِ... وكارثةٌ يعلمُ اللهُ مَدَاها.. aalorabi@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (10) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain