خطيب عيدنا هذا العام كرر نفس خطبة العيد الماضي، ويبدو أن لديه مشكلة مع النساء منعته من الإحساس بلذة العيد، حيث خصص خطبته لتذكيرهن بأنهن أكثر أهل النار، وأن الزنا من أشد المعاصي التي تدمر المجتمعات، دون أن يفوته تذكيرهن بواجباتهن في طاعة و خدمة أزواجهن! مثل هذا الخطيب منفصل تماما عن المناسبة، فالناس في حالة فرح و أمل و رجاء برحمة الله ونعمه، و الأخ يذكرهن بعذاب النار ويحدثهن عن الزنا ، ولا يقيم أي اعتبار لمشاعر وكرامة المصليات اللاتي احتشدن في مؤخرة المسجد! هو بلا شك عندي يعاني من أزمة نفسية جعلته أسير هذا الطرح الضيق الأفق في مثل هذه المناسبة الواسعة الأفق. أما تكراره لموضوع الخطبة وعدم ملاءمتها للمناسبة، فهو مؤشر على غياب ملاحظة الخطباء وتقييم خطبهم! عاد المصلون لحالة الفرح بالعيد ما أن فرغ الخطيب من خطبته، بعد أنساهم للحظات أنهم في يوم عيد وفرح يتذكر فيه الناس نعم الله ورحمته بعباده، لكن النساء اللواتي قادهن إيمانهن العميق للاستيقاظ مبكرا والحضور للصلاة في المسجد ستظل تلك الخطبة القاسية عالقة في أذهانهن، فقد جئن لتذكر معاني هذا اليوم العظيم لا لتلقي دروسا في الأخلاق، ووعيدا بعذاب النار من خطيب خذلته بلاغته!