المنظومة الخدمية والمشاريع العملاقة والاهتمام الكبير الذى تقدمه حكومة هذه البلاد بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز فى كل عام لضيوف بيت الله الحرام وزوار مسجد الرسول الكريم لا ينكرها إلا جاحد ولا ينتقدها إلا منافق كذاب. إدارة ملايين الجنسيات بمختلف الألسن والثقافات وتسييرهم فى منطقة محصورة فى زمن محدد وتطويقه بشبكة أمنية رائعة وتقديم خدمات علاجية راقية وشبكة طرق عالمية كل ذلك ليس من السهل بمكان ولا غرابة إذا كانت الوزارات واللجان تبدأ بالاستعداد لحج العام القادم عند نهاية آخر يوم من الحج للعام الذي قبله! كانت هناك ثلاث مشاكل عالقة لعدة سنوات أولها: الازدحام الكبير عند رمي الجمرات. وثانيها: نفرة الحجيج من عرفات الى المزدلفة بعد مغيب الشمس وثالثهما: طواف الافاضة، فجاءت الحلول الكلية والجذرية والمكلفة أيضاً فعمل جسر الجمرات الرائع فى التصميم والفن الهندسي ليتكون من أربعة طوابق وبتكلفة تصل إلى 1,7 مليار دولار، وشغل قطار المشاعر فاستوعب أعدادا هائلة من الحجيج، ولا يزال العمل قائما على توسعة الملك عبدالله للحرم المكي الشريف. وكانت هناك كيفية الاستفادة من لحوم الهدي والاضاحي وكيفية استيعاب ملايين الرؤوس فأنشئت منظومة مجازر المعيصم وتولى مهمة التنفيذ البنك الإسلامي للتنمية. بقي مشكلة افتراش الحجيج لجسور المشاة والساحات العامة وهذه تأتي ببرامج توعوية مكثفة من المفترض أن تعطى للحاج قبل وصوله للمشاعر المقدسة، ولو أنني على يقين بأن الحج فى الاعوام القادمة سيكون أكثر سهولة ومتعة وسلاسة وأمانا. والله المستعان.