حكايات وقصص عن فتاة غدت سيدة وللأسف لم تعِ أن الزواج والاقتران بشريك العمر ليس إلا مرحلة من حياتها، ومنعطف تمر به وتعبر من خلاله إما إلى سعادة تُشعرها أنها في روضة ذات أشجار وارفة، أو أرض وعرة منبتها شوك وحنظل وعيشها قسوة ومرار، أو قد تغدو مزيجاً بين هذا وذاك كما هو حال الدنيا لبشر قال عنه خالقه تعالى: (لقد خلقنا الإنسان في كبد)، و(أم شعر أصفر) أعني بها من فهمت خطأ واعتقدت أن من كمال الحسن والجمال والدلال أن تزف لعريسها شقراء أو بشعر أصفر وهي ذات بشرة قمحية أو سمراء وملامح خليجية لا يليق بها ألوان الغربيات، ومع هذا بكل ثقة تلون خصلاتها ضاربة بجل قوانين الأناقة والذوق والاختيار المناسب عرض الحائط، وبسذاجة تقرر أن تتشبه بمن ليسوا لها بشبه، والأدهى والأمر أن منهن من تتعمد بعد الارتباط أن تتنصل من الصداقة وتهجر عالم الصديقات ورفاق الصبا وربيع العمر والأيام الخوالي، ويكون لها أعذار واهية من انشغال وضيق وقت عن التواصل، أو تظن أن من احترام الزوج التفرغ التام أثناء وجوده في بيتهما والخجل من الاتصال أو السؤال عن صديقات، بل ربما حتى عن الأهل بوجوده، وأحياناً عذرها الخوف من العين والحسد!!، أو تحدث نفسها أن الاهتمامات والفكر اختلف بينهن وشحت المواضيع المشتركة، وفيهن من تتوهم أن الصداقة حاجة وشيء هام لوحيدة وبعد الزواج يستغنى عنها!، ثم بعد أن ينضب شهد العلاقة، وتحتضر الأفراح والليالي الملاح، وتلقي المسؤوليات بظلالها وتهب رياح الهموم الحياتية وتكشف الحقائق، ويطفو الملل والروتين على السطح ويبهت معها حتى لون صبغة الشعر وينزل بشكل تدريجي ليظهر اللون الواقعي والحقيقة الصريحة عندها قد تعود تتسول لحظات صفاء وود وصحبة وبتفاؤل تطمع أن تعود لنعيم أيام ماضية، ترجع كسيرة تجر أذيال الندم والخيبة تريد أن تجد مكانها كما هو ينتظر عودتها الميمونة، وتتأمل وتطلب وفاء وصادق ود ومحبة وإخاء وأن تستقبل بالأحضان والغفران، وتعطى الآمان، وتُشعر باطمئنان وحنان، وإن لم تعرفها هي ولم تضعها في الحسبان. .. في الحقيقة لا أدري ماذا يجب أن يقال لها أو عنها وبماذا توصف بعد العودة، بيد أن الوضع أحقر وأصغر من أن يسرد فيه معانٍ كبيرة، فعني أنا (لا تعليق) فقط ما يمليه علي واجب التناصح بالخير أوجهه للمقبلين على الزواج، النساء منهم قبل الرجال، فللأمانة الرجل أكثر رقياً ومحافظة وتمسكاً وولاء لأصدقائه وأحبابه، وهن الأكثر استعداداً للهجر والتغير والتنكر والنسيان حتى، وكي لا يظن بشعوري الظنون اسمحوا لي من خلال جمعكم الكريم أن أرفع قبعة القلم وأكتب كلمة تحية وسلام لصديقة عمري (ريم) نموذج الرقي والولاء والإخلاص، هي معنى الأخوة والمحبة والصداقة في بشر صدوق صادق الشعور، فعلى سبيل المثال لا الحصر لي معها موقف عفوي لا ينسى حين سألت ريم زوجها ذات مرة ما إن كان سيعطيها موافقته النهائية على الزيارة فسألها: أي زيارة؟، قالت: لصديقتي مها، رد بسرعة: مها العبدالرحمن؟ بلا شك موافق فهذه الإنسانة كادت تشترط علي في عقد القران، ضحكنا جميعاً ومر الموقف عليهما وظل في نفسي يحمل قناطير احترام وتقدير، ومذاق ماء زلال ومنبع حب تحيا به العلاقة بصديقة أخت أو أخت صديقة ولا فرق مادامت أواصر الارتباط أقوى وأعمق من رباط النسب.