قررت شركة السيارات الأميركية، جنرال موتورز، خفض حجم إنتاج أوبل، فرع وحدتها المنتجة في روسيا، والاستغناء عن نحو 500 موظف وعامل وذلك نتيجة تراجع الطلب المحلي على سيارتها جراء التباطؤ الاقتصادي الذي تشهده روسيا في أعقاب البدء بتطبيق العقوبات الغربية عليها. وقد أكدت أوبل أنها ستقلص أيام الإنتاج بمصنعها في مدينة سان بطرسبورغ إلى 16 يوما فقط لغاية إلى أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وتنوي الشركة أيضا تقديم عروض تقاعد مبكر على نحو ربع العاملين في المصنع والبالغ عددهم ألفي شخص وتعجيل التوسع في الاستعانة بموردين محليين مما سيساعدها على التأقلم مع انخفاض الروبل الروسي. وكانت مبيعات السيارات قد تراجعت في روسيا هذا العام تحت ضغوط التباطؤ الاقتصادي الذي حمل المستهلكين على تقليص مشترياتهم. وتتعرض شركات صناعة السيارات لمصاعب إضافية من جراء العقوبات الغربية بسبب أزمة أوكرانيا وانخفاض قيمة الروبل. وكان الروبل الروسي العملة الأكثر انخفاضا هذا العام بين عملات الأسواق الناشئة الرئيسة إذ فقد أكثر من 15 في المائة من قيمته الشرائية. وكذلك تراجعت مبيعات السيارات الروسية بنسبة 23 بالمائة في يوليو (تموز) فحسب لتصل نسبة الانخفاض منذ مطلع العام إلى عشرة في المائة. وتعد جنرال موتورز من شركات صناعة السيارات الأجنبية الأكثر انكشافا على روسيا، فقد تراجعت حصتها من سوقها المحلية إلى 7.8 في المائة بين يناير (كانون الثاني) وأغسطس (آب) 2014 مقارنة مع 9 في المائة قبل عام. ويقول الرئيس التنفيذي لشركة أوبل، كارل توماس نيومان، إن روسيا كانت ثالث أكبر أسواق الشركة العام الماضي بعد بريطانيا وألمانيا.. ولكن «هذه السوق رهينة اضطرابات حادة في الوقت الحالي». وفي الشهر الماضي أعلنت أكبر شركة روسية لصناعة السيارات «أوتوفاز» أنها ستخفض إنتاجها من سيارة لادا بمقدار 25 ألف وحدة بين سبتمبر (أيلول) ونوفمبر (تشرين الثاني). إلا أنها تعهدت بأن تدفع لعمالها أجورهم كاملة. وكانت كبرى شركات السيارات في أوروبا، شركة فولكس فاغن الألمانية، قد أعلنت عن تعليق الإنتاج في مصنعها في كالوغا بروسيا، في سبتمبر الماضي، لمدة عشرة أيام دون أن تعدل خططها للتوسع على المدى الطويل.